/ صفحة 183/
جزّ ذى الصوف وانتقاء لذى المخّة نعقاً ودعدعاً بالبهام(1)
من يمت لايمت فقيداً، وأن يحى، فلا ذو الّ ولا ذو ذمام
ويقول في هاشميته التي مطلعها:
أنى ومن أين آبك الطرب
يا خير من ذلت المطى لهم *** أنتم فروع العضاه لا الشذّب
أنتم من الحرب في كرائمهما *** بحيث يلفى من الرحى القطب
وفي السنين الغيوث باكرة *** إذ لا يدرّ العصوب معتصب(2)
أبرق للمسنتين عندكم *** بالجود فيها النّهاء والعشب(3)
* * *
بيد أنى أتهم:
1- ذوق الكميت: في هذه الشكوى التي تتردد في هاشمياته ويرتاح إليها، ولا يكاد يتركها حتى يعاودها; مما يلاقيه من الاذى في سبيل حب بني هاشم، ومدحهم والاخلاص لهم، والانقطاع إليهم; فلقد أسرف في ذلك اسرافاً خرج، أو كاد يخرج به إلى المنّ علي بني هاشم بهذا التشيع الذي كلفه من ضروب العناء، وألوان الشقاء، ما لا يكاد يحتمله انسان!
فطائفة قد كفرتنى بحبكم *** وطائفة قالوا مسىء ومذنب
فما ساءنى تكفير هانيك منهم *** ولا عيب هاتيك التي هي أعيب
يعيبوننى من خبّهم وضلالهم *** على حبكم، بل يسخرون وأعجب
ألم ترنى من حب آل محمد *** أروح وأغدو خائفاً أترقب
ــــــــــ
(1) النعق والنعيق: دعاء الراعى الشاء، وصياحه بها يزجرها; ودعدع بالمعز أو الضأن الصغار - قال لها: داع داع، يدعوها.
(2) العصوب: الناقة التي لاتدر حتى يعصب فخذاها أو أدانى منخريها بخيط حتى تحلب.
(3) ج نهى: الغدير.