/ صفحة 121/
مكانة الصلاة من الدين وكونها عنصراً
من العناصر المكونة لشخصية المؤمن:
عرض القرآن الكريم للصلاة من جهات متعددة: عرض لها في أول سورة وأطولها من سوره، على أنها من أوصاف المتقين، الذين ينتفعون بهذا الكتاب الكريم، والذين كانوا بتلك الاوصاف على هدى من ربهم وكانوا هم المفلحين، اقرأ: ((الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)) .
وبهذا الوضع كانت الصلاة هي العنصر الثانى من عناصر الشخصية الايمانية.
وعرض لها باعتبارها عنصرا من عناصر البر والحق الذي رسمه الله لعباده، ودعاهم إليه وجلعه عنواناً على صدقهم في الايمان وعلى أنهم المتقون، واقرأ في ذلك: ((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن لسبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)) .
عرض لها هكذا، ثم جعل اقامتها أول عمل بعد الايمان يدل على صدقه ويستحق بها صاحبها أخوة المؤمنين ((فإن تابوا وأقاموا الصلاة فاخوانكم في الدين )) كما جعلها عنواناً على التمسك بالكتاب وسبيلا للحصول على أجر المصلحين ((و الذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة انا لا نضيع أجر المصلحين)) .
أثرها في تهذيب النفوس:
وكما بين منزلها في تكوين الشخصية الايمانية هكذا، بيّن أثرها في تهديب النفوس ووقايتها من الفحشاء والمنكر، وتطهيرها من غرائز الشر التي تفسد على الإنسان حياته ((و أقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) ان الإنسان خلق