/ صفحة 93 /
الإنسان ، وظلمه وطغيانه، وتخليصه من عبودية الآلهة الزائفة. وقد دعا جميع الانبياء إلى الا يؤمن الناس الا باله واحد هو خالفهم وخالق الكون بأجمعه، وهو الذي يجب أن يعبدوه ويطيعوه.
مبدأ النظرية الإسلامية الخاصة بالسياسة:
وإذا ثبت ذلك ثبت أن الحكم لله وحده والشتريع أيضاً من عنده وحده، والذين يحكمون بغير الشرائع التي أنزلها الله مشركون. والاسلام يقرر أن الله هو الحاكم الحقيقي الوحيد. وليس لأحد من الناس حتى ولو كان نبياً أن يحكم الا بما أنزل الله، كما أنه ليس له أيضاً أن يدعو الناس إلى تعظيمه أو عبادته.
وبذلك تتلخص قواعد الحكم في الدولة الإسلامية الصحيحة فيما يلي:
1 ـ ليس لشخص أو طائفة أو طبقة أو فريق من الناس بل ليس للجماعة كلها أن تدعى حق الحكم والسيادة، وإنما الحكم لله وحده وجميع الناس رعاياه.
2 ـ التشريع لله وحده.
3 ـ الدولة الإسلامية الصحيحة ينبغي ان تقوم دائماً على القانون الالهي الذي جاء به الرسول.
ويكون الحكم لله وحده بأن يكون المتولى للحكم خليفة لله والاسلام يقرر أن كل فرد يصح أن يكون خليفة لله "كلكم راع" وكل مؤمن يعمل الخير بحكم على نحو ما. وفي اعتبار كل انسان لنفسه خليفة لله قبول للسمئولية أمام الله، وفي ذلك ضمان للحرية واستبعاد تام للدكتاتورية الغاشمة.
صفات الدولة الإسلامية:
ويتضح من هذا أيضاً أن الإسلام ليس هو الديمقراطية، لأن الديمقراطية الصحيحة هي حكم الشعب، ومن أصولها المقررة قبول القوانين للتعديل والتغيير حسب الظروف، والاسم الصحيح الذي يصح اطلاقه على الدولة الإسلامية هو الدولة الالهية الديموقراطية.