/ صفحة 94 /
والغرض من الدولة الإسلامية ليس سلبيا فقط بمعنى الاقتصار على منع الظلم واستغلال الإنسان للانسان، وصد العدوان الخارجي، ولكنه أيضا غرض ايجابي وهو اقامة نظام سياسي عادل والدعوة إلى الخير والامر بالمعروف.
ويشترط في القائمين على هذه الدولة أن يكونوا مؤمنين أصدق الايمان بتعاليم الشريعة الالهية، وأن يحرصوا طول حيلتهم على مراعاتها ورفع شأنها.
والدولة الإسلامية عالمية شا ملة يتساوى جميع أعضائها في الحقوق، ليس فيها تمييز بين الاجناس والالوان واللغات. وتضمن الحماية الكاملة لغير المسلمين، ولكن ليس لهؤلاء حق الاشتراك في توجيه الحكومة والاشراف على سياستها.
وما أبعد الفرق بين هذه الدولة الإسلامية والديمقراطية الغربية التي يدعى أصحابها أنها تعتمد على ارادة الشعب وأنها تمثل سيادته وهو ادعاء باطل، لأن الشعب لا يشترك فعلا في التشريع ولا في الادارة، والذين يمثلون الشعب في مجالسه النيابية يصبحون بعد الانتخاب، "آلهة".
والدولة الإسلامية بحكم تأسيسها تستبعد كل طغيان للجماعة على الفرد كما يحصل في الدولة الفاشية والشيوعية، وتستبعد كل طغيان للفرد على الجماعة كما يحدث عادة في الغرب، وذلك لأن الفرد والجماعة يستويان في كونهما مسئولين أمام الله على حسب الديانة الإسلامية.
وقد ضمن الإسلام للفرد جميع حقوقه الإنسانية، ثم فرض عليه واجبات نحو الجماعة، ليتيسر لها حماية نفسها وحماية جميع الافراد.