/ صفحة 81 /
سبباً لتراكم كثير من الخرافات والاباطايل لديهم، وأضيقت هذه الخرافات إلى الدين ظلماً وزوراً، والدين منها براء، لأنها لا توافق أصوله ونصوصه، ولأن العقل السليم لا يقبلها، ولعله قد آن الأوان لكي تنطلق هذه العقول من أغلالها، بدل أن تظل أسيرة لتلك الظلمات والجهالات!
ولكي نصير إلى حياة دينية أفضل مما نحن عليه الآن، يجب أن نقرر، وأن نتذكر على الدوام أن العقيدة واحدة، وأن الدين ثابت، وأن التغيير والتشويه إنما يتمثلان في اتباع ذلك الدين أو الذين ينتسبون إليه، ومن الواجب اذن أن نخضع أمورنا لكلمة الدين وحكم العقيدة، لا أن نخضع نصوص الدين لأمورنا، فنحن تجد لنا في حياتنا انماط من العيش وألوان من التصرفات والمعاملات، وأنواع من الاحداث والحوادث، وقد نهوى ذلك بغرائزنا وشهواتنا، فلو اتخذنا الدين وسيلة لتسويغ ما نريد ونهوى، ضل بنا الطريق وبعدنا عن الدين، وأسأنا استغلاله وتأويله، ولكننا إذا أرجعنا أمورنا إلى ديننا الذي نؤمن به كضياء ودواء، وجعلناه مسباراً لكل جديد، تجنبنا العثرات وبعدنا عن الأخطاء، وانه لمن المؤلم أن نقرر أن محاولات كثيرة، قديمة وحديثة كانت تستخدم فيها نصوص الدين لخدمه ما لا يرتضيه الدين!
ولو ظل الدين كما هو حتى الآن نصوصاً في الكتب، ونظريات في حلقات الدرس، وأفكاراً في عقول المعتقدين، ومسرودات تردد في المعابد فحسب، لما تمت رسالته، ولما أديت أمانته، فقد جاء هذا الدين للحياة، فيجب أن يكون موصول الأواصر بهذه الحياة، ينزل إليها ويؤثر فيها ويوجه أبنائها، وهذا الفقه الإسلامي الذي أصبح من طول ترديدنا له مع عدم أخذنا به في جد وشمول كالأثر القديم يجب أن يبعث ويتصل بحياة الناس، يجب أن يبين موقفه بتفصيل ووضوح من نظم المصارف والشركات والتأمين والأسهم والتبادل التجاري وفنون الربا البادية والخافية، وسائر المعاملات المادية التي استحدثها الناس، سواء بين الأفراد أو بين الجماعات.