/ صفحة 69 /
في أعلى درج البلاغة، وكذلك كل ثلاث آيات غير كلمة، وهذا خروج عن الإسلام وعن المعقول، وان قالوا بل في عدد الكلمات أو قالوا عدد الحروف لزمهم شيئان مسقءان لقولهم:
(أحدهما) ابطال احتجاجهم بقوله تعالى "بسورة من مثله" لأنهم جعلوا معجزاً ما ليس سورة ولم يقل تعالى بمقدار.
(الثاني) أن سورة الكوثر عشر كلمات، اثنان وأربعون حرفا، وقد قال الله تعالى "و أوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل … الآية اثنا عشر كلمة اثنان وسبعون حرفا وان اقتصرنا على الأسماء فقط كانت عشر كلمات اثنين وستين حرفا، فهذا اكثر كلمات وحروفا من سورة الكوثر، فينبغي أن يكون هذا معجزاً عندكم، ويكون ولكم في القصاص حياة غير معجز، فان قالوا ان هذا غير معجز، تركوا قولهم في اعجاز مقدار أقل سورة في عدد الكلمات والحروف، وان قالوا بل هو معجز تركوا قولهم في أنه في أعلى درج البلاغة، ويلزمهم أيضاً أننا ان أسقطنا من هذه الأسماء اسمين، ومن سورة الكوثر كلمات، ألا يكون شيء من ذلك معجزاً، فظهر سقوء كلامهم وفساده، والحق من هذا ما قاله الله تعالى، "قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله" وأن كل كلمة قائمة المعنى يعلم إذا تليت أنها من القرآن فإنها معجزة لا يقدر أحد على المجيء بمثلها، لأن الله تعالى حال بين الناس وبين ذلك".
2 ـ ثم نقول لهم: قول الله تعالى: وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل … الآية معجمز هو على شرطكم في كونه في أعلى درجات البلاغة أم ليس معجزاً؟ فان قالوا ليس معجزاً كفروا، وان قالوا انه معجز صدقوا وسئلوا، هل على شروطم في أعلى درج البلاغة؟ فان قالوا نعم، كابروا وكفوا مؤنتهم، لأنها أسماء رجال فقط ليس على شروطم في البلاغة.
3 ـ بعض الآيات من قول بعض البشر، مثل: "ان هو الا سحر يؤثر" وقوله تعالى: "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك