/ صفحة 63 /
في معرفة اعجازه العرب والعجم؟ لأن العجم لا يعرفون اعجاز القرآن الا باخبار العرب فقط.
وذكر الكاتب الفاضل ـ ناقلا عن العلامة السيد هبة الدين الحسيني ـ أن من أوجه اعجاز القرآن "جذباته الروحية الخلابة للألباب، والساحرة للعقول، الفتانة النفوس" ثم قال: في الهامش "و ممن لاحظ هذه المزية القرآنية العجيبة أيضا ثقة الإسلام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه "الدين والإسلام" والعلامة الأستاذ المرحوم السيد رشيد رضا صاحب المنار في كتابه "الوحي المحمدي"، ونابغة الادب والبيان المرحوم الرافعي في كتابه "اعجاز القرآن".
أقول وهذه المزية ليست مما تنبه إليه هؤلاء الاعلام وحدهم، وإنما المعرفة بها قديمة، والكلام فيها منذ العصور الأولى. ففي كتاب "مفتاح العلوم" لأبي يعقوب يوسف السكاكي بعدما ذكر وجوها أربعة لاعجاز أمر من جنس البلاغة والفصاحة ولا طريق لك إلى هذا الخامس الا طول خدمة هذين العلمين بعد فضل الهي من هبة يهبها بحكمته من يشاء، وهي النفس المستعدة لذلك، فكل ميسر لما خلق له، ولا استبعاد في إنكار هذا الوجه ممن ليس معه ما يطلع عليه، فكم سحبنا الذيل في انكاره، ثم ضممنا الذيل ما ان ننكره، فله الشكر الجزيل على ما أولى، وله الحمد في الآخرة والأولى، ويقول في موضع آخر: والمسلم أن شأن الاعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة، ومدرك الاعجاز عندي هو الذوق ليس الا، هذا وقد نقل الكاتب وجوها كثيرة لإعجاز القرآن ناقلا عن العلماء السابقين والمعاصرين، وأكثر هذه الوجوه مما لا يثبت للبحث ولا تقوم به حجة، وليس من غرضنا مناقشة هذه الوجوه وإنما هدفنا أن نكشف الغطاء عن هذا المذهب الذي أطالت فيه الأقلام من لدن النظام إلى يومنا هذا، وسنعرضه عرضا تاريخيا تاركين للقراء تقدير الصالح والقائل.
ينسب المذهب لإبراهيم بن سيار النظام وبعض العلماء من المعتزلة وغيرهم،