/ صفحة 61 /
أعوج أعرج، أو كما قيل، حرفة عاجز وحجة كسول، لا يليقى إسناده إلى علمائنا الفحول.
فهذا الكلام لا ينهض في ابطال ما نقله العلماء من نسبة المذهب إلى الشريف المرتضى، وهل يصلح دليلا قوله: فلا نعلم هل بقى ثابتاً على هذه النظرية أو تحول عنها؟ أما بقية كلامه فبعيد عن البرهان العلمي، فإذا كان المذهب في نظره أعوج أعرج، فهو في نظر العلماء الفحول صحيح البينة موفور القوة، ولا يمكن أن يكون مثل هذا الكلام حجة في باب الجدل، بل الطبيعي أن يذكر لنا الأستاذ أو أحد ممن حاولوا تبرئة الشريف من هذا المذهب نقلا واحدا يحدد مذهب الشريف في الإعجاز، أما أن المذهب لا يليق نسبته للشريف، وأما أن الشريف قد يكون استطرد في بعض مجادلاته إلى المذهب المذهب، ولا يعلم أثبت عليه أم تحول عنه، فكل هذا عن البرهان الصحيح بمعزل.
ومن العجيب ـ بهذه المناسبة ـ أن الذين حاولوا الرد على هذا المذهب ذكروا ما يشبه الخطابة ولا يدخل في التحقيق العلمي، من ذلك ما ذكره الكاتب عن الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء من قوله: ومنتهى فساد القول بأن أعجاز القرآن ليس هو بجوهره وذاته، بل بالحجز عنه، والصرفة دونه، ان ذلك الا رأى عازب، وقول كاذب، قول من لم يجعل الله له من معرفة البلاغة حظا، ولا حصل من شراف حقاقها ومعانيها الا حكاية ولفظا، فمن ضائقة العجز والجهالة لجأ إلى هذه المقالة، وظل يخبط في أمثال هذه الضلالة، ولست أدري لهذه الشبه صورة صدق، ولباس حق، يدعو إلى توفر العناية في شأنها، وإيضاح بطلانها، ولا سيما وكل من عنى بهذا الشأن، وتصدى لبلاغة القرآن قد شنع على هذا القول، وبالغ في بطلانه وأصالته، على أن من نسب إليه ذلك لم ينقل عنه الأستاذ أي حجة ولو ضعيفة، والتعويل على شبهة ولو سخيفة، وإنما هو رأى رآه، واحتمال أبداه، والسداد عزيز، والصواب معوز، الا بتأييد من الله، ولطف منه واليه نرغب فانه منتهى الرغبة ومحط نجاح كل حاجة وهو أرحم الراحمين.