/ صفحة 60 /
نسوق له النصوص التي ورد فيها نسبة هذا المذهب إليه، قال الآمدي في أبكار الأفكار: "و ذهب الأكثرون كالأستاذ أبى السحق النظام وبعض الشيعة وغيرهم، إلى أن العرب كانت قادرة على مثل كلام القرآن قبل البعثة، وأنه لا إعجاز في القرآن، وإنما المعجز صرف بلغاء العرب عن معارضته، إما بصرف دواعيهم كما قاله النظام والأستاذ أبو إسحق، وإما بسلهم العلوم التي لابد منها في المعارضة، كما قاله الشريف المرتضى من الشيعة"
وقال التفتازاني في شرحه للمقاصد: وذهب النظام وكثير من المعتزلة والمرتضى من الشيعة إلى أن إعجازه بالصرفة، وهي أن الله صرف المتحدين مع قدرتهم عليها، وذلك إما بسلب قدرتهم، أو بسلب دواعيهم، أو سلب العلوم التي لا بد منها في الاتيان بمثل القرآن، بمعنى أنها لم تكن حاصلة، أو بمعنى أنها كانت حاصلة فأزالها الله تعالى، وهذا هو المختار عند المرتضى. وجاء في المواقف وشرحه: وقيل بالصرفة - يريد الإعجاز - فقال الأستاذ أبو إسحق الاسفرائينى والنظام، صرفهم مع قدرتهم، وقال المرتضى: بل سلبهم العلوم التي يحتاج إليها في المعالضة. وقال الشريف على بن حمزة العلوي الشيعي في كتابه: "الطراز" وهو يعدد المذاهب في الإعجاز: المذهب الأول منها الصرفة، وهذا هو رأى أبى إسحق النظام وأبى إسحق النصيبى من المعتزلة، واختاره الشريف المرتضى من الإمامية. على أن ما ذكره الكاتب الفاضل عن السيد هبة الدين يوشك أن يكون مؤيداً لهذا القول، وهو قطعاً ليس نصاً في نفى المذهب عن المرتضى، وذلك حيث يقول: أما ما نسب إلى الشريف المرتضى من قبل العلماء فيجيب عنه علامتنا السيد هبة الدين الحسيني في رسالته: "المعجزة الخالدة" بقوله: نسبة هذا الرأى إلى علامتنا الشريف المرتضى على بن أحمد المتوفى سنة 436 ه (مشكوك فيها) فانه - طلب ثراه - معروف بقوة الجدل، والتحول في حوار المتناظرين، إلى هنا وهناك، فلا نعم هل بقى ثابتاً على هذه النظرية كعقيدة راسخة، أو تحول عها؟ وهذا المذهب