/ صفحة 345/
إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون).
وهكذا تبني السورة من أولها إلى آخرها على حرفين واضحين:
أحدهما: حث المؤمنين على التزام المواثيق والعهود وتحذيرهم عاقبه إهمالها، أو الإخلال بشئ منها.
والآخر: النعي على أهل الكتاب نقضهم مواثيق الله. وأن هذا كان شأن جميعهم، تلقاه خلفهم الحاضر عن سلفهم الغابر، وأن الحاضرين إذا كانوا نقضوا ما بينهم وبين الله من مواثيق وبدلو كتبه، وخانوا رسله، فان فيما أصاب سلفهم من عقاب على نكث العهودعبرة لهذا اخلف إذا استمر على خطة السلف، ولابد أن يصيبهم جزاء نقضهم للعهود كما أصاب آباءهم وأجدادهم من قبل، وتلك سنة الله في خلفه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
هذا إلى ما عرضت له السورة من عقود جزئية سنمر بها إن شاء الله تعالى.
وجه تسميتها بسورة المائدة:
أما وجه تسميتها بسورة المائدة فهو أنها السورة الوحيدة أيضاً التي تحدثت عن مائدة طلب الحواريون من عيسى (عليه السلام) أن يسألها ربه، وذلك في قوله تعالى: (إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزّل علينا مائدة من السماء. قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين، قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين، قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين. قال الله إني منزِّلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحداً من العالمين).
استطراد:
هذه هي الآيات التي عرضت لمسألة المائدة، ويجدر بنا تعجيلا للفائدة