/ صفحة 344/
* * *
وجه تسمية السورة بسورة العقود:
أما وجه تسميتها بسورة العقود فهو أنها السورة الوحيدة التي افتتحت بطلب الإيفاء بالعقود من المؤمنين (يأيها الذين آمنوا أوفا بالعقود) وقد برزت فيها لذلك عناية خاصة بالتحدث عن ميثاق الله للمؤمنين والحث على الوفاء به شكراً لله على نعمه (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقلكم به إذا قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور). وعن مثقال الله لمن كان قبلهم من أهل الكتاب (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل). وقد أرشدت المؤمنين بذلك إلى أن النقص الديني والفساد الخلقي والانحلال الجماعي، والارتطام في الشهوات والأهواء والخروج عن حدود الله وشرائعه إنما أصاب أهل الكتاب بسبب نقضهم لهذه المواثيق وعدم وفائهم بعقود الله معهم وتكاليفه لهم والإخلال بما وثقوه بينهم من التزامات الخير والإصلاح (فيما تقضهم ميثاقهم لعاهم وجعلنا قلبوهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به) (ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون) (لقد أخذنا ميثاق بني