/ صفحة 320 /
(صلى الله عليه وآله وسلم) قال لنسائه: (أيتكن صاحبة الجمل الأدبب(1) تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو بعد ما كادت).
وأخرج أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي بن أبي طالب. (إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر. قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال لا؛ ولكن إذا كان ذلك فأرددها إلى مأمنها).
ومن هذه الأحاديث المتعددة الطرق يتضح لمن اشتبه عليه الأمر أن موقف السيدة عائشة رضي الله عنها في واقعة الجمل كان عن اجتهاد منها لم يقرها عليه كثير من الصحابة وأنها تذكرت ما أنبأ به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فندمت على خروجها واعترفت بخطئها.
وقد روى الطبراني بسند صحيح عن أبي يزيد المديني قال: قال عمار بن ياسر لعاشئه لما فرغوا من الجمل: ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد اليكن ـ يشير إلى قوله تعالى ـ (وقرن في بيوتكن) فقالت. أبو اليقظان؟ قال نعم. قالت. والله إنك ما علمتُ لقوال بالحق. قال الحمد لله الذي قضى لي على لسانك) فهي تعترف بخطئها وتقر عماراً على إنكارها لصنيعها وتوافقه على أن الخروج لمثل ذلك الشأن لا يجوز للنساء.
ويجدر أن نسوق هنا ما رواه أبو يعلى والبزار عن أنس قال: أتت النساء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله؟ فقال: (مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله).
هذا إلى ما قدمناه من أن خروج السيدة عائشة في هذه الواقعة ليس من الولاية العامة؛ فلا يتصل بموضوع اليوم في شيء.
__________
الأدب: ذو الشعر الكثير.