/ صفحة 248 /
بالصلاة). وقد قرن الله بينها وبين الصبر وجعلهما عدة الإنسان في هذه الحياة وطلب منه الاستعانة بهما على مشاقها (يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة).
وهكذا مما يكفي بعضه لرد هؤلاء الذين أساءوا إلى الصلاة وحرموا أنفسهم من آثارها الطيبة التي تعود عليهم بالخير العظيم والرضا العام والمكانة السامية عند الله.
حرب الأفكار والمباديء:
وبعد أن عالجت السورة في هذه الآيات وسائل الدفاع من الوجهة المادية على النحو الذي ذكرنا خلصت إلى نوع آخر من العلاج في ناحية الحرب الفكرية التي تعلن على المسلمين ابتغاء زلزلة الإيمان في قلوبهم، وإضعاف معتقداتهم، وصرفهم عن مبادئهم القويمة، وفي هذا الجانب تعرض السورة للكثير من فتن أهل الكتاب الدينية وأساليبهم في صرف المؤمنين عن حق الله وهدايته؛ تعرض لعنت اليهود مع الرسول وطلبهم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء، ثم تخفف وقع ذلك على قلب الرسول، بأن هذا شأنهم الذي ارتكبه أسلافهم معني نيبهم موسى (عليه السلام). وتعرض لموقفهم من مريم والمسيح، وتعلن صحيفة أسلافهم الماضين في نقض المواثيق، والكفر بآيات الله، وأكلهم الربا وأموال الناس بالباطل).
ثم تعرض لغلو النصارى في شأن المسيح وإساءة الحق في الألوهية، وتعلن واقع الأمر في عيسى وأمه، إلى آخر ما يجده القارئ في قوله تعالى (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم، ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطاناً مبينا الآيات 153 ـ161). وفي قوله (يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له