/ صفحة 244) /
التخلص من التكاليف التي توجه إليهم متى رأوا أن فيها مشقة تلحقهم، أو مصيبة قد تنزل بهم.
المبيتون غير ما يظهرون:
وهؤلاء الذين يظهرون الطاعة والامتثال عند سماع الأمر بالقتال والدعوة إليه، ثم إذا خرجوا، بيٌتوا غير الذي يظهرون من العزم على المخالفة، والنكوص عن الدعوة (ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول، والله يكتب ما يبيتون، فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا).
المرجفون:
ومنهم هؤلاء الذين تعودوا الإرجاف بما يسمعون، غير مقدرين لنتائجه في الأمة، وكثيراً ما يكون في إذاعته قبل تمام الأمر، والركون إلى الغاية أضرار تلحق الأمة فيضطرب شأنها، وتكل عزيمتها، ويدركها الضعف في السير إلى الغاية، وقد كان لإذاعة خبر موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة أحد أبلغ الآثار السيئة في قوة الجيش المعنوية، وكاد الأمر يصل بالمؤمنين إلى الهزيمة المنكرة لولا أن بادر الوحي بالعلاج، ونزل قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) وفي أمثال هؤلاء تقول آياتنا (وإذا جائهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وجاء في سورة الأحزاب تنبيه شديد على صنيع هؤلاء وأمثالهم، كما جاء فيها وعيدهم عليه بسوء العاقبة والطرد والحرمان (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدناالله ورسوله إلا غروراً، وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا) الآيات 12 ـ 19 ثم تقول: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفواأخذوا وقتلواتقتيلا).