/ صفحة 243 /
الكريم وسيلة من الوسائل التي تبررهم في الجبن والضعف والحذر، وقد كانوا أحق الناس بما يحفظون من كتاب الله وأحكامه أن تتألف من وحداتهم الصفوف الأولى لمحاربة الأعداء، وتطهير البلاد من شرهم، ولكن هكذا قدر، وهكذا كان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عناصر الفتنة والتخذيل ووجوب التطهر منهم:
أما تطهير الجيش من عناصر الفتنة والتخذيل، فقد عرضت له آياتنا، كما عرضت له آيات أُخرى في غير سورة النساء؛ ففي آياتنا الإرشاد إلى جملة من خصائصهم التي تميزهم ويتعرف بها عنهم.
المتثاقلون:
فمنهم هؤلاء الذين يتثاقلون عن تلبية الدعوة إلىالجهاد، ويثبطون بتثاقلهم همم غيرهم، وتفرح قلوبهم بالهزيمة تقع على إخوانهم، ويحمدون الله ويشكرون فضله على تثاقلهم وتخلفهم عن هذا القتال، فيقول قائلهم: (قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا) ويظهرون الأسف والحزن على فوات مساهمتهم في القتال إذا توج بالنصر والظفر، وأصاب به المجاهدون فضلاً ونعمة، فيقول قائلهم: (يالتيني كنت معهم) فأفوز بمافازوا من الفضل والنعمة.
وإن من يربط اقدامه واحجامه بالنتائج المادية للقتال، ويجعلها أكبر همه دون أن يكون له من الحدب النفسي، والإيمان القلبي، ما يدفعه إلى التضحية في سبيل الإيمان، ونصرة دينه وإنقاذ وطنه، لهو من هذا الفريق الذي لم تنفعل نفسه بحب الدين والغيرة عليه، والدفاع عن بيضته ابتغاء مرضاة الله، وهو بهذا ليس مأمون العاقبة إذا خرج مع المجاهدين.
الناكصون:
ومنهم هؤلاء الذين ينكصون عن القتال حينما يكتب عليهم، ويؤمرون به بعد أن كانوا يتطلعون إليه ويستعجلونه، ويقولون ضنا بحياتهم، وخوفا من الناس (ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) كلمة الذين يحاولون