/ صفحة 239 /
الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) وقوله في سورة التوبة (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم). وقوله في سورة التوبة أيضاً (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم).
الأمر بإعداد القوة ورباط الخيل:
وفي إعداد القوة المادية يقول الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) والقوة: كلمة تتسع لكل ما عرف ويعرف من آلات الحرب، ومن جميع ما يتوقف النصر عليه. والرباط: كلمة تتسع لكل ما عرف ويعرف أيضاً في تحصين الثغور ومداخل العدو. وتشير الآية إلى فائدة هذا الإعداد، وهي أنها إرهاب العدو حتى يعلم قوة المسلمين، ولا تحدثه نفسه باستغلال ناحية من نواحي الضعف والتخاذل. وقد نوه الله في امتنانه على الناس بإنزال الحديد ببأسه الشديد، ومنفعته للناس، وفي ذلك توجيه للمسلمين نحو هذه المادة التي تعتبر بحق المادة الأولى والوحيدة في إعداد العدة، وابراز القوة. أما رباط الخيل، فيجدر بنا أن نسوق في شأنه كلام الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى من سورة ص (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالشعي الصافنات الجياد، فقال إنى أحببت حب الخير عن ذلك ربي حتى توارت بالحجاب، ردوها علىٌ، فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) نسوقه هنا لنعلم أن الرباط كوسيلة من وسائل القوة، والإعداد الحربي شأن قديم اتخذته أقدام الأمم حضارة وأكبرهم عدة وأقواهم فكرة، وأن أولياء الله وأنصاره لم يغفلوا عما فيه من خير ومنعة لأمتهم، وإرهاب وتخويف لأعدائهم. قال: