/ صفحة 23 /
وإذا كنت أذكر الباكستان في هذا الشأن، وأحض حكومتنا على نشر اللغة العربية فيها، فأنى لا أكتفي بهذه البلاد، بل إن آمالي - ويجب أن يكون أهل الغيرة جميعاً معي - لترنو إلى أن يكون لنا مثل هذا المشروع في بلاد إندونيسيا، وفيها سبعون مليوناً من المسلمين، وفي الملايو وفي الصين وفي الهند وفي إيران، وفيها عشرات الملايين ممن يتمنون انتشار اللغة المقدسة فيما بينهم، وأن تكون لسانهم المشترك حينما يلتقي مسلم منهم بإخوانه في أي بلد من بلاد الله.
لقد التقى بمكة في هذا العام ثلاثة من الحجاج الصينيين .توا من بقاع مختلفة من هذه البلاد المترامية الأطراف، المختلفة اللغات، فلم لتمكن هؤلاء الثلاثة من التخاطب فيما بينهم لأن كلا منهم يعرف لغة تخالف لغة صاحبه، ولكنهم كانوا جميعاً يعرفون اللغة العربية، فأنقذتهم هذه اللغة عن التقاطع وهم أبناء شعب واحد، أليس هذا دليلا على أن المسلمين في حاجة إلى أداة مشتركة للتفاهم؟ بلى وإن الفائدة التي يجب أن يجنيها المسلمون في كل سنة من المؤتمر العام الذي يجتمعون فيه حين يؤدون فريضة الحج، لا تتحقق على الوجه الأكمل إلا إذا تعاونوا على أن يعرف كل منهم العربية إلى جانب لغته الأصلية فلنعمل على ذلك جاهدين، والله المستعان.