/ صفحة 219 /
الثقة في شخصي، وهذا الإعتداد بجهدي، وأبوه بما أعرفه فيكم من مشاطرتي هذا الجهاد في سبيل الله، وأنكم لا تفتأون تعملون على إصلاح شأن الأمة بما لكم من العلم والجاه والنفوذ في إيران وغير إيران، وأن فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية تلقي منكم عناية بالغة ومؤازرة قوية في شتى المواقف والمناسبات، لأنكم ـ كما هو المنتظر من مثلكم في علمه وتقواه ورجاحة علقه - قد أدراكتم ما لها من جدوىفى اعلاء شأن المسلمين،وتقوية شوكتهم، وإحلالهم المحل اللائق بهم من العزة والكرامة (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
إن أهل العلم ـ يا سماحة السيد الجليل ـ هم حملة أمانة الإسلام، والقائمون بالقسط مع الله وملائكته بشهادة القرآن. وإن عليهم لهذا لواجباً عظيماً، يجب أن يتعاونوا على أدائه، وأن يتبادلوا الرأي والمشورة في شأنه على بعد البلاد، واختلاف الشعوب، ولقد أتى على المسلمين حين من الدهر كانوا فيه هدفاً لكثير من الدسائس الفكرية التي يراد بها زلزلتهم عن الحق، واجتذابهم إلى الباطل، وشغلهم عن الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، وتفريقهم بالخلاف والجدال تفريقاً يقضي عليهم جميعاً، ولم تزل آثار هذه الدسائس تغشى العقول وتشغل القلوب، وتحول بين كثير من الناس وما ينبغي أن يكونوا عليه من فهم صحيح للدين، وإدراك لأسراره، وتفان في سبيل إعلاء كلمته، فأول واجب علينا معشر العلماء ـ لا فرق بين سنيين منا وشيعيين ـ أن ننفي من أذهان الناس ما علق بها من ذلك، وأن ننشر صفحات الإسلام الناصعة، ومبادئه القويمة، وشريعته الحنيفية السمحة نشراً يبصر الناس بما فيها من هدى ورشاد، ويأخذهم بما لها من قوة وجمال، ويجعلهم يدينون بها عن فهم وحب لا عن وراثة وتقليد، فإن المرء إذا فهم أحب، وإذا أحب آمن إيماناً تسهل معه التضحية، ولا يقف في سبيله شيء من أعراض هذه الدنيا الفانية.
وقد علمت أخيراً بنبأ وفاة العالم الجليل السيد محسن الأمين العاملي، فأسفت لهذا النبأ لما بلغني عنه ـ رحمه الله ـ من علمه وإخلاصه وجهاده في سبيل دينه وأمته،