/ صفحة 17 /
تمرد بعض ذوى الثقافات الأجنبية على الإسلام وتشريعة:
هذا اللون من ألوان التمرد على أحكام الله قد منى به المسلمون في أو لهم بالمنافقين، كما تحدثت عنه سورة النساء، ومنوا به في آخرهم بأرباب أثقافات الأجنبية الذين غرهم بريق الطواغيت الأوربية، الكافرة بالله وبشرع الله، فرأوا أن تشريع تلك الطواغيت هو التشريع الملائم للعصور، المحقق للمصالح، المساير للحضارة، أما قطع يد السارق، أما جلد الزاني، أما تحريم الربا، أما "للذكر مثل حظ الأنثيين" أما "الرجال قوامون على النساء" أما "يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيهن" أما كل هذا وأمثاله مما وضعه الحكيم الخبير، العليم بطيات النفوس ودخائلها، وبما يصلحها وبما يفسدها وهو الواقع الملموس. أما كل هذا فتشريع جاف صحراوي لا يلبى حاجة العصر ولا يتفق وحضارة الإنسان. نعم هو لا يتفق وهذه الميوعة الخلقية الاجتماعية، لا يتفق وهذا الذوبان والانحلال، أما كل ما يأتي به الغرب، وترمينا به تياراته الخبيثة، فإنه يتفق وهذا الضعف الذي أناخ بكلكله على المسلمين، وسلبهم الثقة بأنفسهم وقوميتهم وجعلهم يؤمنون بباطل أعدائهم ويكفرون بالحق الذي أنزله الله اختاره، ولكن "قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا" ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد".