/ صفحة 151 /
سبيل إلى إحياء تاريخ ذي صفحات سوداء من العداوة والبغضاء بين أمة يعمل المخلصون فيها على جمع كلمتها، وتوحيد قواها أمام عدوها الذي لا يرحمها، ولا ينظرها.
إننا لا نزال نأمل أن يعد الأستاذ المؤلف عن خطته، ولعله أراد أن يتدارك ذلك، فقرر في آخر فقرة من كتابه: (وليس أحب إلى نفسي مع هذا من القضاء على العداوة السنيين والشيعيين، فما أحوجنا إلى الصداقة خصوصاً في هذا الزمان، ومن أجل ذلك رحبت بالانضمام إلى جماعة التقريب لأنه غاية ما أتمنى، ولست أريد إثارة فتن جديدة إلى الفتن القديمة، وإنما أردت أن أبين وجه الحق للعلماء والباحثين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
وإذا كان الأستاذ المؤلف قد حسب مساهمته في مجلة (رسالة الإسلام) بمقالات كتبها، إذا كان قد حسب ذلك انضماماً للتقريب، فرحب به، واتخذ منه دليلاً على حسن نيته، فإن أحداً لا يستطيع أن يحسب حرصه على تناول أمثال هذه الموضوعات بطريقة شائكة يؤثرها، إلا إبعاداً في التبعيد.
وكيفما كان فالمسألة ليست مسألة كتاب بقدر ما هي مسألة المبادئ.
إن هناك مصالح إسلامية عليا يجب على الكاتب الإسلامي أن يراعيها في كل ما يؤلفه، بل في كل كلمة يخطها بقلمه، مع فرض استيفاء الموضوع لكل الشرائط اللازمة للبحث الدقيق، هذا وإن من مصلحة المؤلفين أنفسهم ألا يسقطوا من حسابهم الوعي الشامل بين المسلمين، ونزوعهم القوي إلى اجتماع كلمتهم وثورتهم وسخطهم على كل قلم يحاول أن يفرق بينهم من جديد.
إن دعوة جماعة التقريب ليست إلا صدى قوياً لما يريده المسلمون، وتمليه المصالح العليا للإسلام، وهي جاهدة في تحقيقها، والله ولي التوفيق.