/ صفحة 121/
والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً).
ولعل عيون هؤلاء الذين يرمون الإسلام بالتعصب وهم في الوقت نفسه يتخذون الإعتداء على الأبرياء ديناً به يحاربون، لعل عيونهم تتفتح على أمثال هذه الآيات من القرآن الكريم، التي تقضي بالمساواة والعدل بين الناس جميعاً. وأن الإسلام لم تكن مهمته إلا إقرار العدل والأمن والسلام بين الناس في هذه الحياة (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط).
ولعل آذان هؤلاء الآخرين الذين ينتمون إلى الإسلام وهم في الوقت نفسه يتخذون أساليب الحيل والخداع طريقاً لصرف القضاة العادلين عن جهة الحق وموطن العدل، لعل آذانهم تصغي إلى هذه التحذيرات الشديدة التي تضعهم في صفوف الخائنين الآثمين (ولا تكن للخائنين خصيما) (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما).
* * *
درس اجتماعي قرآني:
هذا ومن سنة القرآن الكريم أنه إذا ذكر حادثة أو قصة انتهزها فرصة وقٌفى عليها بما يرشد الناس إلى المبادئ التي يجب أن يتنبهوا إليها وينتفعوا بمغزاها كي يحفظوا أنفسهم من الشرور النفسية والإجتماعية التي تضمنتها القصة أو أشارت إليها، وعلى هذه السنة جاء بعد قصة السرقة المتقدمة قوله تعالى:
(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما، ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولٌه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
تضمنت حادثة السرقة التي أشارت إليها الآيات المتقدمة: أن أهل (طعمة أحذروا يبيتون طرق الكيد للحق صرفا للنبي عن الحكم بالسرقة على صاحبهم