/ صفحة 119/
العذاب الأليم (هأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا?).
لا إثم على حاكم أخطأ معذوراً:
رابعاً: تشير الآيات إلى أن مثل هذه المحاولات التي يقصد بها صرف الحاكم عن الحكم بالحق لا يصيب الحاكم شيء من إثمها متى أخذ نفسه بحدود الشرع والقانون في تمحيص ما يسمع من وجوه الإثبات والنفي، ثم حكم بمقتضاها (وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء).
إنما الإثم على من اكتسبه:
خامساً: تصرح الآيات بأن عاقبة الذنوب وآثارها السيئة إنما تنزل وتحقيق بمن اكتسبها وباشرها دون من ألصقت به وحكم بها عليه ظملاً وزوراً، وأن إثمها ليتضاعف على صاحبها إذا رمى بها بريئاً، وانتحل في خصومته الأكاذيب والزور حتى ضلل بها الحاكم وأوقعه في الخطأ وهو يريد الصواب، وفي الباطل وهو يريد الحق (ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيما، ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً).
الحاكم العادل في كنف الله:
سادساً: تشير الآيات إلى أن الحاكم الذي يجرد نفسه من الميل إلى أحد الخصوم ويجعل منها قاضياً عادلاً، يكون من الله في كنف يحفظه ويرعاه ويعصمه من التأثر بخداع المبطلين (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك).
بعض القضاء ينفذ ظاهراً لا باطناً:
سابعاً: تعطي الآيات ما قرره الفقهاء من أن حكم الحاكم بشهادة الزور لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً وهو معنى قوله (إنه لا ينفذ باطناً وأن نفذ ظاهراً) ذلك أن الحاكم إنما كلف الحكم بناء على ما يسمعه ويصل إليه من وجوه الإثبات والدفاع، ولم يكلف الحكم بالواقع الذي لم يعرفه عن طرق الإثبات الواضحة