/ صفحة 11/
الوصية بالوالدين وسر العناية بهما:
ثن تذكر "الوالدين"، وقد جاءت الوصية بالإحسان إلى الوالدين في أربع سور من القرآن الكريم: جاءت في سورة البقرة تذكيراً بالميثاق الذي أخذه الله على نبي إسرائيل "و إذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا" وجاءت في سورتنا هذه وفي الآية التي هي موضع الحديث "و اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" وجاءت في سورة الأنعام ضمن الوصايا العشر التي وردت في كل دين ى. "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا وشيئا وبالوالدين إحسانا" وجاءت في سورة الإسراء، ضمن ما قضى به وشرعه من الوصايا العامة: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهر هما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".
ومما يجدر بنا التنبه له أن الإحسان في هذه الآيات قد عدّى بالباء، وتعديته بالباء - وهي تدل على معنى الإحسان دون انفصال ولا مسافة بينهما. وهذا فيه من الدلالة على تأكيد طلب الإحسان بالوالدين والعناية به ما ليس في التعدية بكلمة "إلى" وليضم إلى هذا أن ال.مر به جعل تالياً للأمر بعبادة الله وحده، أو النهى عن الاشتراك به، وفي هذه رفع أيّما رفع لمقام الأبوة والأمومة.
وقد جاءت الوصية بهما في سورة العنكبوت "و وصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون" وفي سورة لقمان "و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى مرجعكم فأنبتكم بما كنتم تعملون"، وفي سورة الأحقاف "و وصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها،