/ صفحة 67 /
بفتح الطاء والباء وكسر الراء كما في معجم البلدان، من أكابر علماء الشيعة الامامية ومن أعيان القرن السادس (1) وقد أجمع من كتب عنه من العلماء على أنه (ثقة فاضل ديّن عين ومن أجلاء هذه الطائفة). كما وصف بأنه (فخر العلماء الأعلام، وأمين الملة والاسلام، المفسر الفقيه الجليل الكامل النبيل)، ويذكر رئيس المحققين الشيخ أسد الله التستري، عند ذكر ألقاب العلماء، بأن من هذه الألقاب (أمين الإسلام، للشيخ الأجل الأوحد الأكمل، قدوة المفسرين، وعمدة الفضلاء المتبحرين، أمين الدين، أبي علي بن الحسن الطبرسي.
ولعل من أدل الأدلة على جلالة الطبرسي في العلم وإمامته في التفسير، كتابه مجمع البيان الذي نحن الآن بصدده، فضلا عن مؤلفاته الجليلة الأخرى في التفسير وغير التفسير، ومن هذه المؤلفات في التفسير كتاب الوسيط، وكتاب الوجيز، وكتاب الوافي، وكلها كتب قيمة، مشهود لها بعلو المرتبة في العلم والتحقيق.
ونعتقد أننا لن نصف كتاب مجمع البيان، بصفة خاصة، ولن نبين الخطة التي رآها المؤلف في التفسير، والمنهج الذي سلكه في عمله، بأفضل من أن نأتي بما ذكره عن ذلك كله صاحبه نفسه، حين يقول في المقدمة التي وضعها للكتاب: (وابتدأت بتأليف كتاب في غاية التلخيص والتهذيب، وحسن النظم والترتيب، يجمع أنواع هذا العلم وفنونه، ويحوي نصوصه وعيونه؛ من علم قراءته وإعرابه ولغاته، وغوامضه ومشكلاته، ومعانيه وجهاته، ونزوله وإخباره، وقصصه وآثاره، وحدوده وأحكامه، وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين فيه، وذكر ما ينفرد به أصحابنا رضي الله عنهم من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه على صحة ما يعتقدونه من الاصول والفروع والمعقول والمسموع. [وذلك] على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز ودون الإكثار؛ فإن الخواطر في هذا الزمان لا تحتمل أعباء العلوم الكثيرة، وتضعف عن الاجراء في الحلبات الخطيرة. وقدمت في مطلع كل سورة ذكر مكّيّها ومدنيّها، ثم ذكر الاختلافات
ــــــــــ
(1) توفى بسبزوار من بلاد خراسان بإيران سنة 548هـ.