/ صفحة 444/
أنباء وآراء
شيخ الإسلام:
قبيل مطلع العام الهجري الماضي (سنة 1370) أسندت مشيخة الأزهر الجليلة إلى حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، وقبيل مطلع العام الهجري الحاضر (سنة 1371) عزل فضيلته من هذا المنصب، فكانت مدته فيه قرابة أحد عشر شهرا.
و لقد استبشر الناس خيراً حين أسند إلى فضيلته هذا المنصب، واستبشروا خيراً حين عزل منه، ولعل هذا الكلام يبدو عجيباً، ولكنه الحقيقة الواقعة التي لا تهويل فيها ولاتخييل.
استبشروا خيراً بإسناد منصب المشيخة إليه لأنهم يعرفونه مؤمنا حق الإيمان غيوراً على الدين والعلم غيرة تشبه غيرة السلف الصالح من المؤمنين الأولين، داعياً إلى الله بقوله وفعله، واسع الأفق لا يحده من القيود الا ما قيد الله به المؤمنين من اتباع كتابه، وأن يحذروا المخالفة عن أمر رسوله، يعيش لأفكاره ومثله وخدمة دينه وأمته، لا للمال ولا للجاه ولا للمناصب، فلا عجب أن يستبشروا بمقدمه شيخاً للأزهر، وأن يرجوا على يديه الدين والعلم وهذا الجامع العتيق خيرا وصلاحا واستقامة على سنن الرشاد والهدى، وأني قولوا: رجل آمن بالاصلاح على أساس الدين والعلم والخلق قد أتيح له ـ مع الزعامة الفكرية ـ أن يتولى مكان القيادة العملية، فالخير به أقرب، والنجح إليه أسرع.