/ صفحة 431/
أصحاب الحديث ضبطوا أسامي ثقات رواته وهم أربعة آلاف رجل، صرح بذلك المطلع الخبير الشيخ المفيد في الإرشاد، والمحقق الحلي في المعتبر، وابن شهراشوب في المناقب، وزاد في المناقب أن ابن عقدة ذكر الأربعة آلاف في كتابه، وقال الطبري في اعلام الورى: أن الأربعة آلاف رجل كانوا من مشاهير أهل العلم، وقد جمعوا من أجوبة مسائل الصادق (عليه السلام) أربعمائة كتاب، تسمى بالأصول، وقد رواها أصحابه وأصحاب ابنه. انتهى.
أقول ابن عقدة هذا هو أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المتوفي سنة 333 هـ بالكوفة، وأمره في الوثاقة والجلالة والحفظ مشهور، اعتنى بذكره عظماء الفريقين وعن الدارقطني، أن أهل الكوفة أجمعوا على أنه لم ير من زمن ابن مسعود الصحابي إلى زمن ابن عقدة أحفظ من ابن عقدة، وكل ما كان عند الناس من العلم فهو يعلمه ولا عكس، وعن ابن كثير والذهبي واليافعي، أنه لا كلام لأحد في صدقه وأمانته وكتابه المسمى (أسماء الرجال) هو المشتمل على أسامي الأربعة آلاف رجل من ثقات رواة الصادق (عليه السلام) مع ذكر حديث كل واحد منهم، وقد أجمع أصحابنا أن لكل منهم كتابا من جملتها الأصول الاربعمائة، وفي الوسائل أن الكتب ستة آلاف كتاب، وبالجملة فالكتب والأصول كانت عند الكليني، فجاء كتابه الكافي أتقن كتاب في الحديث أصولا وفروعا، وكونه المجدد لمذهب الامامية في المائة الثالثة عند الطائفتين مشهور مسطور، فمن أهل السنة ممن اعترف بذلك ابن الأثير في الجامع والطيبي في شرح المشكاة في آخرين.
قال الشهيد في الذكرى: ان أحاديث كتاب الكافي بانفراده أكثر من مجموع الصحاح الستة للجمهور، قلت قد تقدم ذكر عدد أحاديث كل منهما، وأما عدة أحاديث الكافي فهي ستة عشر ألف ومائة وتسعون حديثاً وزاد بعضهم على ذلك تسعة أحاديث، وكلها صحيح باصطلاح القدماء، أي حجة معتبرة، وأما على اصطلاح المتأخرين في تنويع الأحاديث المنسوب أحداثه إلى ابن طاوس والعلامة الحلي،