/ صفحة 428/
و قبله المعز بن بأديس(1) في افريقية، وغيرهم في غيرها في قصص طويلة سجلها التاريخ.
و لنا الرجاء الأكيد، والأمل الوطيد من فضيلة شيخ الإسلام ومن جماعة التقريب الكرام أن يكونوا هم القدوة في تأسيس هذه الحسنة، كما أنهم هم القدوة في تأسيس دار التقريب.
و علينا أن نسرد ذكر الصحاح الستة لأهل السنة، والصحاح الثمانية للامامية تذكرة لمن تذكر والأمر لله تعالى من قبل ومن بعد.
أما الصحاح الستة:
فأولها صحيح الامام محمد بن إسماعيل البخاري المولود سنة 194 هـ والمتوفى سنة 256 هـ وقد حكى عنه محمد بن يوسف القربري، وهو آخر من قي ممن سمع صحيحه أنه قال: صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة، خرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله، وما وضعت في كتابي الصحيح حديثاً الا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين، قال الفربوي: سمع صحيح البخاري تسعون ألف رجل (سبعون ألف رجل) فما بقى أحد يرى عنه غيري، وروى عنه أبو عيسى الترمذي كذا في الوفيات، أقول عدة أحاديث صحيح البخاري على ما ذكره الشهيد الأول في الذكرى، وشهد به ابن حجر مع المكرر، سوى المعلقات والمتابعات، سبعة آلاف وثلثمائة وسبع وتسعون حديثا، والخالص بلا تكرير ألفان وستمائة وحديثان، وفيه من المتون المعلقة المرفوعة مائة وخمسون حديثا.
الثاني: صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفى سنة 261 هـ وعدة أحاديثه بلا تكرار أربعة آلاف حديث، ومع المكرر 7275، كذا عن كشف الظنون.
ـــــــــــ
(1) المعز بن باديس هو الحميري الصنهاجي صاحب افريقة وما والاها، ولقبه الحاكم صاحب مصر شرف الدولة في سبع وأربعمائة، وكان مذهب أبي حنيفة أظهر المذاهب في افريقية، فحمل المعز جميع أهل المغرب على مذهب مالك، وحسم مادة الخلاف في المذاهب واستمر الحال على ذلك قرونا منه.