/ صفحة 426/
ما ألفه وبني عليه وسخره من دلائل مشايخه التابعين لأصحاب المقالات الحادثة، فلم يلتفت إلى ما حققه أهل البيت في المسائل الكلامية ولا نظر فيها ولا بحث عنها، ومع ذلك كله تراه معتقداً بإمامتهم المنصوصة على الوجه الذي تعتقده الإمامية حتى انه لو كان في عصر واحد منهم فاتفق لقائه وسؤاله عما لا يعلم أو علم من غيرهم، اتبع قوله ودان به، ومثل هذا الصنف كثير في العلماء القدماء، حتى انه كان فيهم من يعمل بالقياس، وكذا في العوام، فهذا الصنف جعفري المباني في الإمامة، وسني الطريقة في الكلام والفقه وأصول الفقه، وقد اتفق ذلك لكثير من علماء السنة بالمعنى المعروف، أي الذين لا يقولون بالإمامة المنصوصة، ويتبعون في الفقه طرق غير أهل البيت، وفي العقائد أيضاً طريقة غيرهم، ثم إذا لقوا أحداً منهم (عليهم السلام)، وعرفهم بغير ما كانوا يعرفونه من غيرهم تركوه واتبعوا قول أهل البيت، مع بقائه على تسننه في الامامة والخلافة، حتى انا وجدنا كثيراً من فرق المرجئة حتى المرجئة الشكاك الحشوية من مرجئة العراق واصحاب الحديث إذا وقفوا على كلام أهل البيت أو سألوهم اتبعوهم فيه، وهم يرون الامامة والخلافة لكل من أقيم بعد الرسول صلوات الله وسلامه عليه مقامه في لم الشعث وجمع الكلمة، والسعي في أمور الملك، والرعية، واقامة الهدنة، وتأمير الامراء، وتجنيد الجنود والدفع عن بيضة الإسلام، وردع المعاند، وتعليم الجاهل، وانصاف المظلوم، وربما كان فيهم من يعرف الامامة المنصوصة لأهل البيت، ويخص الخلافة بالخلفاء بهذه الشئون في هذه الجمل المتعاطفة المأخوذة من نص كلامهم. لكن الجم الغفير وقعوا في الغلط في ملاك التسنن والتشيع في الفقه والعقائد، وفي الخلط بين الامامة والخلافة، وفي توهم المعارضة بينهما كما شرحناه.
و أما اليوم، فيجب تعارف العلوم والثقافات بين القبيلتين، والتسالم على الخلافة للخفاء الراشدين، والامامة المنصوصة للائمة الصفوة العترة، من غير حاجة إلى تنزل السني عن تسننه، ولا الشيعي عن تشيعه، ثم يجب تحصيل النمرقة الوسطى في العقائد وفي الفقه، وهو الأمر الثالث المعزز لما شرحه العلامة الكبير شيخ