/ صفحة 425/
و الفقه شيعياً، ولا كل من يتبع فيهما طرق الصحابة وفتاوى الأئمة الأربعة ومن قبلهم من رواة السنة والمتكلمين منهم من قبل ومن بعد سنياً.
فكم عالم أو عامي، يتبع تعاليم أهل البيت في أصولهم وفروعهم، واثقاً بعلومهم العقلية والنقلية، مؤثراً لهم على من سواهم، لوثوقه بأن علومهم أقرب إلى علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته، لكن لا يعتقد امامتهم المنصوصة، وولايتهم المعصومة، ولا كونهم حجج الله تعالى على جميع العالمين يجب طاعتهم على حد طاعة جدهم، بل يعتقد صحة خلافة الخلفاء على تلك الأصول المشهورة بين أهل السنة، فهو سني المباني، جعفري الطريقة.
و كم ممن يتبع الطرق التي حفظها أو دونها أهل السنة في صدورهم أو صحاحهم الستة، أو مجاميعهم السابقة على الصحاح كمجموع ابن شهاب الزهري، وعبد الملك بن جريح وغيرهما، ثقة منه بها، جامدا عليها، أو مجتهداً فيها نقاداً لها. ولكن لا يتتبع ما نقل عن أهل البيت محفوظاً أو مدوناً في الأصول الأربعمائة، أو الكتب الأربعة المشهورة للامامية، ثم الأربعة الأخرى بعدها، أو ما كان مدوناً قبلها في أربعة آلاف كتاب من كتب رواة جعفر الصادق وتلامذته، وذلك لمرونته على روايات أهل السنة في المحيط المناسب لذلك، فاستغنى بها في اصابة السنة سيما مع عدم معرفته لثقات أهله البيت، أو عدم اطلاعه على كتبهم وجوامعهم ومعاجمهم أو زعمه بهذه المرونة والأنس، وكثرة أصحاب طريقته وأنصارها، أن ما بيده يغنى عن الفحص عن علوم أهل بيت نبيه صلوات الله عليه أو ظنه التوافق بينهما ولوفي خصوص المسائل التي هي عامة البلوى، أو ظنه أن له الخيرة في اختيار ايهما شاء، وأنه لا يجب عليه النقد والتحقيق والجمع والتوفيق بين الطريقين، أو أحس العجز من نفسه، إذ قضى أكثر عمرة في معرفة تلك الطريقة المتسننة والعمل بها فيشق عليه الورود في دائرة علمية وسيعة أخرى، يكون فيها كالطفل الأبحدى مثلا فيقول في نفسه: متى أتعلمها، ومتى أعمل بها، وأنى لي قوة الاجتهاد؟ فيها فيثبط نفسه عنها بهذه الاعذار وأشباهها، وبمثل ذلك يرجع في العقائد الكلامية إلى