/ صفحة 324 /
ألف كتبا كثيرة في شتى العلوم باللغتين العربية والفارسية(1)، طبع منها في مصر الكشكول والمخلاة، وهما في الأدب، وخلاصة الحساب، وقد طبع هذا الكتاب الأخير طبعات كثيرة أخرى، يحتوى بعضها على شروح بالفارسية أو بالتركية في الهند والقسطنطينية وبر لين، وظل مدة طويلة مرجعاً في تعليم الحساب، كما ترجم إلى الفارسية والتركية والألمانية والفرنسية(2)، وتوفي الشيخ بهاء الدين في شوال سنة 1030، وقيل 1031 بأصفهان، ودفن في طوس، وقبره معروف هناك بجوار قبر الإمام علي بن موسى الرضا.
أما الأستاذ الثالث لصدر الدين فهو صنو البهاء العاملي في التأثير عليه، وهو أكثر ميلا إلى الفلسفة، وكان الفندرسكي قد قال: لتلميذه صدر الدين الشيرازي في مقام الموازنة بين الأستاذين: "إذا أردت أن توسع عقلك فعليك بالشيخ بهاء الدين، أما إذا أردت أن ينفتق لسانك فعليك بأمير محمد باقر" وفّضل صدر الدين سعة العقل على تفتق اللسان، ولازم بهاء الدين العاملى ليقراً عليه الكلام والفلسفة وعلوم الأوائل ; ولكن الشيخ بهاء الدين كان أحسن ظنا بالأمير محمد باقر من الأمير أبي القاسم الفندرسكي، فقال له يوماً:"أنت تلقيت جل علومي" ثم وجهه بحيلة ظريفة إلى آخر أساتذته المير محمد الباقر بن محمد الحسيني الاسترابادي المعروف بالداماد(3).
ولقب الداماد مهم للتمييز بينه وبين عالم آخر معاصر له اسمه أيضاً محمد باقر الاسترابادى، كان من تلامذة الشيخ البهانى (4) وجاء هذا اللقب عن أبيه ومعناه
ـــــــــــــــــــــ
(1) راجع بيانها في أمل الآمل ص 350، 351، وروضات الجنات ص 632، 633 وكتاب بروكلمن "بالألمانية" في تاريخ الأدب العربي ج 2 ص 414، 415
(2) راجع لتقدير منزلته في تاريخ الفلك والرياضة كتاب سوتر "بالألمانية" عن علماء الرياضة والفلك بين العرب ومؤلفاتهم، ليبزغ سنة 1900 م، ص 194
(3) أطروحة الشيخ أبي عبداللّه الزنجانى عن صدر الدين ص 8
(4) أمل الآمل ص 457