/ صفحة 320 /
برهانا بداهة وقال: هذا الذي قال المحقق الطوسى في مقام البرهان؟ قالوا: لا، فأقام برهانا آخر ثم سأل أهذا الذي أقامه؟ قالوا: لا، إلى أن أقام دلائل وبراهين عديدة، ومضى صاحب الرياض في الحديث عن الحكيم الفندرسكى إلى أن قال: له من المؤلفات الرسالة الصناعية بالفارسية، مختصرة معروفة ذكر فيها جميع موضوعات الصنائع وتحقيق حقيقة العلوم، وله شرح كتاب المهارة من كتب حكماء الهند بالفارسية، وهو المعروف بشرح الجول، ولعله غيره، وتوفي بأصفهان في دولة الشاه صفى، وقبره معروف فيها، وله من العمر نحو ثمانين سنة" ثم ذكر شيئا عن اثنين من أجداده عرفا بالقرب من السلطان وخدمته وكذلك عن سبطه، وكان معاصرا لمؤلف الرياض، وله مشاركة في العلوم والشعر بالفارسية والعربية.
والفندرسكى نسبة إلى فندرسك ـ بكسرالفاء والنون ـ قرية من نواحى استراباد في خراسان.
ومن أخبار هذا الحكيم، أنه كان أستاذاً في المعقول للأقاحسين الخوانساري (1) وذكر أيضاً أنه لقى في الهند حكيما كان يشتغل بشرح كتاب القانون في الطب لابن سينا، ولم تعجبه طريقته في التأليف إذ كان يقتصر على اجمع والنقل ووضع المعلومات والنصوص بعضها بجوار بعض دون تصرف في الرأى، ولا اجتهاد في التفكير الشخصى، فاستاء الفندرسكى من هذه الطريقة ودفعه استنكاره اياها إلى الظن بأن الرئيس ابن سينا كان كذلك (2).
وأبوالقاسم الفندرسكى مدفون في مزار معروف باسمه في تخت فولاد بأصفهان وقيل انه توفي بين سنة 1030 و1040 بعد الهجرة(3).
وعندي من مؤلفاته"رسالة حقائق الصنائع" بالفارسية(4)، وهي الرسالة
ـــــــــــــــــــــ
(1) روضات الجنات ص 197
(2) روضات الجنات ص 246
(3) الفيلسوف الفارسى الكبير للزنجانى ص 17
(4) مطبوعة على الحجر مع أخلاق ناصرى، للمحقق الطوسى بمبارى سنة 1267