/ صفحة 307 /
التقريب بين المذاهب الإسلامية
ودراسة علم التوحيد
لحضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد المتعال الصعيدى
الأستاذ بكلية اللغة العربية
إذا أردنا أن نعرف حقيقة حكم الإسلام في خلاف الفرق في الأصول، وجب أن نعرف: هل هناك ما يقتضى وجود هذا الخلاف؟ لأنه إذا كان هناك ما يقتضى وجود الخلاف في الأصول، وجب أن يقبل الخلاف بين الفرق فيها، كما يقبل في الفروع، فلا يكون هناك فرق بين ما يقبل الخلاف من اصول الدين وفروعه، بل يجب أن ينظر
إلى الخلاف في البابين نظرة واحدة، لأن قبول الخلاف في أحدهما دون الآخر، يكون تحكما غير مقبول.
وقد ذكر ابن رشد في كتاب ـ فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ـ أن معرفة الله تعالى هي السعادة التي دعت إليها الحكمة والشريعة، وقد أمر بها كل مسلم من الطريق الذي تقضيه طبيعته من التصديق، لأن طباع الناس في التصديق متفاضلة، فمنهم من يصدق بالبرهان، ومنهم من يصدق بالدليل الجدلى، ومنهم من يصدق بالدليل الخطابى، لأنه ليس في طبع كل واحد منهم أكثر من ذلك، ثم ذكر أنه لما اختصت شريعتنا بدعوة الناس من هذه الطرق