/ صفحة 306 /
من أجل ذلك، تبدو لنا فلسفة محمد عبده، فلسفة مرنة غنية، تفتح لنا ما لانهاية
له من امكانيات المستقبل، ومن أجل ذلك، كان الرجل خليقا أن يحيا بيننا بفكره الملهم لأعماله، وبذلك الأثر الذي طبعته روحه المخلدة، لافي تلاميذه المباشرين فحسب، بل في عدد من المفكرين الذين لم يروه ولكنهم عرفوه باآثاره فقدروه وأحبوه.
استطاع محمد عبده بتعاليمه في مصر وفي بلاد الإسلام، أن يرفع لواء القيم الروحية، وأن يؤدى للعقل ما ينبغى له من احترام، وأن يؤيد، أمام بطش القوة حقوق الضمير، ومطالب الأخلاق ; واستطاع لعنايته الدائمة بألا يفصل الفكر عن العمل، ولا العلم عن الدين، أن يعود بالفلسفة إلى أحسن تقاليدها، وأن يفتح لها في العالم الإسلامي آفاقا بعيدة.
* * *
فإذا أضفنا إلى مساهمته الشخصية في الفكر الإسلامي عامة نصيبه في الاصلاح الدينى، وروحه المفعمة بحب الحق والخير، وعطفه على الانسانية المعذبة، تبينا أنه خليق أن يتخذ مثلا يحتذى، ورائداً يقتدى به، وأن آثاره جديرة أن تتأملها أجيال الشبيبة المسلمة المتطلعة إلى الكمال.
* * *
الامام يحيى بن الحسين:(1)
ـــــــــــــــــــــ
1- في ص 194 من العدد الثاني من (رسالة الإسلام) ذكر نسب الامام يحيى بن الحسين، وسقط منه سهواً بعض الأسماء، وصوابه كالآتى: يحيى بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم ابن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن على بن أبي طالب.