/ صفحة 302 /
والظاهر من ظواهر الآيات أن القرآن في ذاته متعال بميزاته حائزاً أرقى الميزات وأبلغ المعجرات، وينبغى كذلك ان أريد مدحه وفضله.
أما لو حصرنا وجه الاعجاز في نقطة الصرفة، فيتم حتى مع كونه كلاما مبذولا مرذولا للغاية، ففي الوجوه الوجيهة السالفة غنية وكفاية والله ولى الهداية.
وقد أشار الامام الحجة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء إلى ما نسب إلى
الشريف المرتضى وشيخه المفيد بقوله المتقدم فقال: على أن من نسب إليه ذلك ـأى الصرفة ـ لم ينقل عنه الاستناد إلى حجة ولو ضعيفة، والتعويل على شبهة ولو سخيفة، وإنّما هو رأى رآه أو احتمال أبداه، والسداد عزيز، والصواب معوز الا بتأييد من الله ولطف منه.
نقول وقد ألف الشريف المرتضى كتابه ـ الموضح ـ في اعجاز القرآن، وتداولته الأيدى من بعده أحقابا، ولم ينقل لنا الرواة الثقاة عنه أو عن مصنفاته الكلامية، ومؤلفاته الفقهية الجمة، وأماليه القيمة، مما نسبه إليه المتأخرون في القول بالصرفة الذي لايتفق وعقيدة التشيع التي لاتقر فكرة الخير، كما ذكرنا آنفا. ثم قدرأينا كيف حمل الشيخ كاشف الغطاء على القائلين بهذه الفكرة حملته الشعواء ورماهم بقارص الكلام، ونبال التقربع، وندد برائهم الفائل، وسفه أحلامهم، ووصمهم بالعجز والجهالة، والخبط والضلالة، ولو علم وهو المجتهد البصير، والنيقد الخبير، بأن الشيخ المفيد أو تلميذه علم الهدى السيد المرتضى من أصحاب تلك المقالة، لماها جمهما هذا الهجوم العنيف، وسماحته أدرى من غيره بعلو مكانتهما العلمية، ومنزلتهما الأدبية الرفيعة، وجلالة قدرهما في أنظار أبدال الشيعة الامامية.
وبعد: فهذه صفوة الكلام، وزبدة القول في اعجاز القرآن في مذهب الشيعة الامامية الاثنى عشرية، بسطناها للقارىء الكريم خدمة للحقيقة العلمية والمباحث الإسلامية.. اخلاصاً لمبداً (رسالة الإسلام) المجاهدة في سبيل التقريب بين المذاهب الإسلامية تحت اشراف جماعة التقريب الموقرة.
كان الله في عون الجميع؟