/ صفحة 300 /
الحسن والامتياز، فهى آثار كونه كلام أو مؤثرات معدة في تكوين اعجازه وجذباته الروحية، وحتى ان جمهور العلماء الذين عبروا عن اعجاز القرآن ببلاغته، أرادوا ما أردنا من جاذبيته الروحية.
وجوه الاعجاز:
قال علامتنا حفظه الله تعالى: ولما سبرنا مزايا القرآن البالغة الثلاثين، واختبرناها على المحك القرآنى، نجحت منها ستة صالحة، لأن تعد من وجوه الاعجاز، وهي:
1 - صدوره من أمّى مثل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
2 - بلاغته الفائقة.
3ـ غرابة أسلوبه.
4 - أنباؤه الغيبية.
5 - جذباته الروحية.
6 - جامعيته لهذه الوجوه.
وصادفت هذه الجهات الست أن لكل منها قائلين من ذوى العلم، ومن وراء هذه الجهات الست، جهة (الصرف) ومعنى ذلك أن وجه الاعجاز صرف الله لوجوه البلغاء، والسن الأدباء، وقلوب المعارضين عن الاتيان بمثله، فمع هذه التي يسمونها جهة الصرفة أصبحت النظريات في وجوه الاعجاز سبعاً، وقد أفردنا القول بالصرفة عن النظريات الست من وجوه اعجاز القرآن لتباعد بين هذه وتلك ولضعف الحجة والمحجة معاً.
نسبة الصرفة إلى المفيد والمرتضى: لم يشتهّر شيخ فقهاء الامية العلامة الشيح الجليل "المفيد" محمدبن النعمان المتوفي سنة 413 هـ وهو رئيس المتكلمين في عصره بالرأى في الصرفة، ولم ينقل عنه علماء الأمة في مختلف تفاسيرهم ومؤلفاتهم وفيها وقفنا عليه من أقوال المؤالف والمخالف منذ عهده إلى اليوم شيئاً من ذلك أما ماجاء في كتابه (أوائل الكلمات في المذاهب المختارات) (1) فلا يحتمل(1)
ـــــــــــــــــــــ
1- طبع في تبريز سنة 1363 ه.