/ صفحة 297 /
4 - من حيث عدم الاختلاف فيه، ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً، فلا تجد مع هذا الطول كلمة خالية من الفصاحة، خارجة عن نظمه وأسلوبه، وأيضاً لاختلاف في معانيه.
5 - من حيث اشتماله على كمال معرفة الله وذاته وصفاته وأسمائه مما تحيرت فيه عقول الحكماه والمتكلمين، وتذهل عنه ألباب الاشراقيين والمشائيين في مدة مديدة من الأعوام والسنين.
6 - من حيث اشتماله على الآداب الكريمة والشرائع القويمة، والطريقة المستقيمة، ونظام العباد والبلاد، والمعاش والمعاد، ورفع النزاع والفساد في المعاملات والمناكحات والمعاشرات، والحدود والأحكام، والحلال والحرام، مما تتحير فيه عقول الأنام، وتذعن له أولو العقول والأفهام، ولو اجتمع العقلاه والحكماء والعرفاء وبذلوا كمال جهدهم، وسعوا غاية سعيهم في بناء قاعدة لنظام العالم والعباد مثل ما ذكر لعجزوا.
7 - من حيث اشتماله على الأخبار بخفايا القصص الماضية، والقرون الخالية ممالم يعلمه أحد الاّ خواص أحبارهم ورهبانهم الذين لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاشراً لأحد منهم، كقصة أهل الكهف، وشأن موسى مع الخضر، وقصة ذى النون، وقصة يوسف ونحوها.
8 - من حيث اشتماله على الاخبار بالضمانر والعيوب مما لايطلع عليه الاّ علام الغيوب، كاخباره تعالى بأحوال الكفار والمنافقين، وما يضمرونه في قلوبهم ويخفونه في نفوسهم، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يخبر هم بذلك فيعتذرون.
9 - من حيث اشتماله على الأخبار المستقبلة، والأحوال الآتية، كما في قوله
تعالى في اليهود.
10 - من حيث خواص سوره وآياته وكلماته، فان فيها شفاء للأرواح والأجسام، ودفعاً للوسواس والتسويلات.
11 - من حيث اشتماله على الحكم القويمة والمواعظ المستقيمة.