/ صفحة 295 /
لأن العاقل لايعدل عن الأمر السهل إلى الصعب الشاق، مع حصول الغرض بكل واحد منهما فكيف، ولو بلغوا غاية أمانيهم في الأمر الشاق، وهو قتله صلى الله عليه وآله وسلم، لكان لايحصل غرضهم من ابطال أمره. فان الكحق قد يقتل فان قيل لم، ذكر التحدى مرة بعشر سور، ومرة بسورة، ومرة بحديث مثله، فالجواب أن التحدى إنّما يقع بما بظهر فيه الاعجاز من منظوم الكلام، فيحوز أن يتحدى مرة بالأقل، ومرة بالأكثر.
وقد ذكر العلامة الحلى المتوفي سنة 726 هـ، في كتابه "كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد": أما اعجاز القرآن فقد تحدى به فصحاء العرب، لقوله تعالى "فأتوا
بسورة من مثله"، "فأتوا بعشر سور مثله مفتريات"، "قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولوكان بعضم لبعض ظهيراً" والتحدى مع امتناعهم عن الاتيان بمثله، مع توفر الدواعى عليه اظهاراً لفضلهم، وابطالا لدعواهه، وسلامة من القتل يدل على عجزهم، وعدم قدرتهم على المعارضة.
وجاء في كتابه: "كشف الفوائد في شرح فوائد العقائد" للخواجه نصير الطوسى، قوله: "اختلف الناس في اعجاز القرآن، فقال بعضهم: ان جهة اعجازه الفصاحة التي لا يمكن لأحد أن يأتى بمثلها ; وقال آخرون: جهة اعجازه أسلوبه وتركيبه الغريب.
والقائلون بالفصاحة، اما لأمر يعود إلى اللفظ خاصة، فان توقف حصوله على اجتماع الكلمات، فهو قول من جعل اعجازه لأسلوبه، فان الفواصل والاسجاع اما محصل باجتماع الكلمات وتأليفها، وان لم يتوقف، وهو قول من جعل الاعجاز لعذوبة الألفاظ ولبراءتها عن الثقل على اللسان، وهو اختيار الحافظ.
واما ألأمريعود إلى اللفظ من حيث دلالته على المعنى، فاما أن يعتبر دلالة المطابقة أو الالتزام، وقد ذهب إلى كل منهما قوم.
ومن أعلام الشيعة الامامية الذين أجمعوا على نفى الصرفة، المرحوم الحجة