/ صفحة 268 /
في ورشات الدولة ليس خيراً من العمل في ورشات الشركات، بل هو أكثر سوء من وجوه عديدة.
رابعاً الاقتصاد الإسلامي
مما يلفت النظر، أن عامة المثقفين من أبناء العرب يجهلون أسس الاقتصاد الإسلامي جهلا تاماً كما يجهل خاصتهم قيمه هذا الاقتصاد وقدرته على حل معضلات المجتمع الحديث.
والسبب في ذلك يعوذ في رأيى إلى أن اساتذه الاقتصاد في جامعات الشرق العربي يتجاهلون وجود الاقتصاد الإسلامي، ولا يعيرون دوره الخطير الذي لبعه في هذه البلاد طول أربعة عشر قرنا أي اهتمام.
ومع أن تقاليد العلم التي ترعاها الجامعات عادة، تقضى بأن يبحث واقع البلاد الاقتصادي المنحدر من أعماق التاريخ كأساس للمادة العلمية، ثم يقفى عليه ببحث الاقتصاد الطارىء مشفوعا بالمعارضة والمقارنة، إلا أن هؤلاء الاساتذه يمضون في عرض الاقتصاد الغربي ومشاكله لوحده، الأمر الذي جعل أغلب طلاب الجامعات العربية والفئة المثقفة المتخرجة من هذه الجامعات وجامعات الشرق الادنى ـ مع الأسف ـ يعتقدون بأن علة عزوف الاساتذه عن التعرض للاقتصاد الإسلامي، هو تفاهة دوره الذي لعبه في الماضى وعجزه عن مجاراة الاقتصاد الحديث في الحاضر وقد يكون فعلا هذا رأى بعض الاساتذة، فلا يمنع أن نخالفهم فيه، ونجلو وجه الاقتصاد الإسلامي كما وعيناه.
ان الاقتصاد الإسلامي، اقتصاد رأسمالى قبل كل شيء. أي أنه يقوم على الاركان الاقتصادية الثلاثة المعروفة: المصلحة الشخصية كهدف، والمزاحمه كوسيلة والحرية كشرط، ولكن لا على أسس لارأسمالية الاوروبية الأمر يكية التي لا تتعرف مطلقاً على العامل الأخلاقي وتنكره، بل على أساس الاعتراف بهذا العامل اعتراف تاما فالفرق إذا بين الاقتصادين جوهر وأساسى إلى حد بعيد، إذ أن أحدهما يثبت العامل الأخلاقي، بينما الثاني ينفيه، وشتان بين النفى والاثبات.