/ صفحة 235 /
من العاطفة والمركز الاجتماعى في الأسرة جديرة أن تستثار في أمرهن وشيجة الرحم التي
تجمع بين الناس ذكوراً وأناثا، والتى يقوم الرجال بحقوقها والهيمنة عليها"و اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" وعاطفة الرحمة التي يحملها وصف النبوة "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم".
و هذا الوضع كما يبعث في قلوب النساء الفرح بتكريم الله لهن، جدير بأن يلفت هؤلاء الذين يرمون الإسلام بأنه يحط من قدر النساء ليتعرفوا هذه المكانة التي وضع الإسلام النساء فيها فيكفوا عن زعمهم ان الإسلام لم يمنح المرأة من العناية والاهتمام ما منحتها المدنية الحديثة، والواقع أن الإسلام منح النساء كل خير، وصانهن عن كل شر، ولم يأب عليهن سوى ما دفعتهن إليه هذه المدنية الكاذبة من "حرية" جعلت المرأة الغريبة إذا ماخلت إلى ضميرها الإنساني تبكى دما على الكرامة المفقودة، والعرض المبتذل، والسعادة الضائعة. وسيعلم النساء متى ثُبن إلى رشدهن أن لامنقذ لهن، ولا حافظ لكرامتهن سوى هذه التعاليم الالهية التي يحاول ذوو الغرض والمخادعون أن يصوروها في أعينهن بصورة الأغلال. التي تطوق الأعناق وتحول بينهن وبين ما لهن من حق في الحياة ; ونرجوان يجد النساء فيما تضمنته هذه السورة من أحكام ترفع قدرهن وتُعلى شأنهن الحجة القوية في الايمان بأن هؤلاءلم يقصدوا بتشويه وضعهن في الإسلام الا الكيد لهن، والحيلولة بينهن وبين التمتع النفسى والاجتماعى بهذه المكانة التي ورسمها لهن القرآن الكريم.
* * *
و نعود فنتحدث عن سورة النساء، أول ما يلفت نظرنا بعد ما تقدم أن سورة النساء هذه احدى سور تين في القرآن الكريم بدأهما الله بنداء واحد وأمر واحد، بدأهما بنداـ الناس جميعاً، وأمرهم بتقوى ربهم الذي هو مصدر الفضل والانعام عليهم بنعمة الخلق والايجاد، وبنعمة التهيئة لوسائل الحياة الفاضلة والانتفاع بها "و بنعمة الجزاء على الأعمال خيرها وشرها":" يأيها الناس اتقوا ربكم" بهذا بدئت سورة النساء، وبه بدئت سورة الحج، وتشير سورة النساء في سياق الأمر