/ صفحة 234 /
اللّهم انى أشكو اليك، وما برحت على هذه الحال حتى نزلت الآيات الأربع الأوائل من هذه السورة.
و عرض لهن في سورة المتحنة، وبيّن حكم النساء يهاجرن مؤمنات من بلاد الأعداء إلى بلاد الإسلام وحكم زوجيتهن لأزواجهن السابقين، وزواجهن بالمؤمنين وبيّن حقهن في المبايعة على السمع والطاعة، وعلى القيام مجدود الشريعة وأحكامها وأنهن في ذلك كالر جال، وقد روى المفسرون قصد هذه المبايعة التي شغلت مركز المفاوضة فيها عن النساء هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، وهي قصة طريفة، يبدوفيها ظاهرة عظيمة من حرية الرأى في النقاش والحوار، ونرى ذلك في الآيات من العاشرة حتى الثانية عشرة من هذه السورة.
و عرض لهن في سورة التحريم في شأن جرى بين زوجات الرسول، ويجرى بين كل الزوجات في كل زمان ومكان، وتقررت في هذه السورة مسئولية المرأة عن نفسها مسئولية مستقلة عن مسئولية الرجل، وأنه لايؤثر عليها وهي صالحة فساد الرجل وطغيانه. ولا ينفعها وهي طالحة صلاح الرجل وتقواه، ونرى ذلك في الآيات الخمس الأوائل من هذه السورة، والآيات الثلاث التي ختمت بهن.
* * *
و أخيراً عرض القرآن الكريم للنساء في سور تيهن الكبرى والصغرى: النساء والطلاق. وكم تنبض قلوب النساء فرحا لتكريم الله لهن وعنايته بهنّ حينما يسمعن أو يعلمن أن القرآن عرض لهن في هذه السور كلها، وأن من بين هذه السور سورتين سميتا باسمهن، وعالجتا كثيراً من شئونهن في أطوار حياتهن كلها، من عهد الطفولة إلى عهد الزوجية والأمومة، وأن احدى هاتين السور تين تبدأ بخطاب الناس جميعاً وتردهم بذكورهم واناثهم إلى أصل واحد، تنتظمهم جميعاً رحم واحدة، وأن الأخرى، وهي الصغرى تبدأ بخطاب الرسول بوصف النبوة فيما تعرض له من أحكام. وفي هذا وذاك حث شديد، واستنهاض قوى على مراعاة ما يفرض لعد الخطاب في شأن النساء من أحكام وارشادات، ولا ريب أن منزلة النساء