/ صفحة 233 /
و ذلك حفظآ لهن من أن تقع عليهن الأنظار وهن في حالة التبذل والقيام بالمصالح المنزلية، كما خص هؤلاء الذين نضبت وجوههم من ماء الحياء بشديد من التحذير مما اعتادوا في اكراه الفتيات على البغاء تكسباً بعرضهن. نرى ذلك كله في الآية الثانية حتى الآية الرابعة والثلاثين. ثم في الآية الثامنة والخمسين حتى الآية الحادية والستين.
و عرض لهن في سورة الأحزاب وعالج كثيراً من المشاكل المنزلية وما يجب عليهن من آداب وقد اتخذت السورة زوجات الرسول مثالا حيا فيما ينبغى أن تتخذه الزوجة الصالحة أساساً لحياتها المنزلية الفاضلة. ونرى ذلك في الآية الثلاثين من هذه السورة حتى الآية التاسعة والخمسين.
و عرض لهن في سورة المجادلة، فاستمع إلى رأى المرأة وفرره مبدأ يسير عليه التشريع العام الخالد، وبذلك كانت آيات الظهار التي بدئت بها السورة المذكورة اثراً من آثار الفكر النسائى، وصفحة الهية خالدة تلمح فيها على ممر الدهور صورة احترام الإسلام للمرأة، وأن الإسلام ليس ـ كما يظن أعدواؤه ـ يراها مخلوقاً يقاد بفكر الرجل ورأيه، وإنّما هي مخلوق له ابداء رأيه، وللرأى قيمته ووزنه.
يقول أوس بن الصامت لزوجه خولة بنت ثعلبة: "أنت على ٌ كظهر أمى" وكان المعروف في الجاهلية أن الرجل إذا قال هذه الكمة لزوجته حرمت عليه. تم دعاها أوس إلى نفسه فأبت وقالت: والذى نفس خولة بيده لاتصل إلى ّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله، ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالت:. يا رسول الله ان أوساً تزوجنى وأنا شابة مرغوب في ّ فلما خلاسنى، ونثرت بطنى
جعلنى كأمه، وتركنى إلى غير أحد، فان كنت تجدلى رخصة يا رسول الله فحدثنى بها. فقال عليه الصلاة والسلام: ما أمرت في شأنك بشى ء حتى الآن، وما أراك الا قد حرمت عليه،فأخذت تجادل رسول الله مراراً وتقول في الرد عليه: انه ما ذكر طلاقا، فكيف أحرم عليه؟ ان لي منه صبية صغارا ان ضمهم إليه ضاعوا، وان ضمهتهم إلى ّ جاعوا، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول: