/ صفحة 196 /
يعاصرون الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، يتبين أن العصر كان عصراً مليئاً بالأحداث والفتن، والعلوم والفنون والمذاهب، فلم يكن من العجب أن تكتمل لهذا السيد الزكي أسباب المعرفة والبصر في الناحيتين السياسية والعلمية على النحو الذي يرويه التاريخ عنه، والذي يعد مفخرة من مفاخر المسلمين، ونعمة أنعم الله بها عليهم عامة وعلي أهل اليمن خاصة.
فأما ناحيته العلمية، فقد كان (عليه السلام) ذا نظر صائب، وفكر ثاقب، وعلم واسع، ومعرفة لا تسامي، يدل على ذلك مؤلفاته الكثيرة، وتصانيفه المتنوعة في كل فرع من فروع العلم، ومن أهم ذلك كتابه الجامع في الفقه الذي هوعلى نمط)الموطأ(للإمام ملك، واسمه)الأحكام(أو)جامع الأحكام في الحلال والحرام(وهو يذكر فيه اجتهاداته ووجودها، ويربط أكثر المسائل بالأدلة، ويلتقي اسنادهُ غالباً باسناد الإمام زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ويوافقه في كثير من مسائل الفقه.
ومن مؤلفاته:
المسترشد في التوحيد، والمنزلة بين المنزلتين، ومسألة العلم والقدرة والإرادة والمشيئة، والرد على محمد بن الحنفية، والرد على المجيرة والقدرية، والرد على أهل الزيغ من المشبهين، وتفيسر آية الكرسي، والمنتخب في الفقه، وكتاب الرضاع، وكتاب الديانة، وإثبات النبوة، وما نهي الله عنه سول الله، وكتاب الفنون، والرد على من زعم أن القرآن قد ذهب بعضه، وتثبيت الإمامة، وتثبيت إمامة أمير المؤمنين علي، والقياس، والتحرير، والمواعظ، وكتاب أخطاء الأنبياء، وكتاب الجمل، والبالغ والمدرك، وتفسير معاني السنة، وتفسير بعض أجزاء من القرآن الكريم، وغير ذلك.
وبعض هذه الكتب توجد لها أصول محفوظة بالمتحف البريطاني، وفي برين وميونيخ، والفاتيكان، وغيرها.