/ صفحة 195 /
وكان يعيش في هذه الفترة أيضاً من الزهاد وأئمة التصوف، أمثال: سري السقطي، وأبي يزيد البسطامي، وأحمد بن عيسى المكني بأبي سعيد الخّرَّاز، ومحمد بن عبد الله المعروف بأبي بكر الدقاق.
وعاش فيها كثير من علماء الكلام وأصحاب المذاهب والنحل الصحيحة والباطلة، وألسنة الدعوة إليها، من أمثال محمد بن كرام، والجاحظ، وأحمد ابن خلاد مولى المعتصم، وكان من دعاة المعتزلة، وسليمان بن حفص صاحب بشر المريسي، وعثمان بن سعيد الدارمي الذي رد على بشر هذا فيما ابتدعه من التأويل لمذهب الجهمية، واسحاق ابن محمد بن أحمد بن أبان، الذي تنسب إليه الطائفة الاسحافية من الشيعة المنقرضة، والذي قيل إنه كان يعتقد إلهية علي بن أبي طالب، وأنه انتقل إلى الحسن ثم الحسين، وأنه كان يظهر في كل وقت.
وقد ظهر في هذه الفترة أيضاً كثير من الدعوات والوقعات السياسية والدينية كدعوة أبي الحسين يحيى بن عمر من ذريه الحسين بن علي (عليهم السلام)، الذي ظهر بالكوفة، ودعا إلى الرضا من آل محمد، وقوى أمره، وتولاه أهل بغداد وأحبُّوه ثم آل أمره إلى أن استشهد وصلب وجيئ برأسه إلى عبد الله بن طاهر، فجعل الناس يهنئون عبد الله هذا بالفتح والظفر، فدخل عليه أبو هاشم داود بن الهيثم الجعفري، فقال له: أيها الأمير، إنك لتهنأ بقتل رجل لوكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حياً لعزي به، ثم خرج يقول:
يا بني طاهر كُلوه وَبياً إن لحم النبي غيرُ مرِيِّ
إن وتراً يكون طالبَه الله لوترٌ نجاحه بالحريِّ
وغير ذلك من الدعوات التي كان يقوم بها آل البيت (عليهم السلام).
كما ظهرت الدعوات الفاسدة، كدعوات: الباطنية، والقرامطة، والجرمية، والبابكية.. وغيرها.
* * *
من هذا العرض المختصر للعلماء والمفكرين وأصحاب الدعوات، الذين كانوا