/ صفحة 138 /
أيها الإخوان:
علينا أن نتساءل بعد أن تبينا هذه الحقيقة المؤلمة وذقنا مرارتها: ما السبيل إلى استعادة المسلمين مجدهم،وقيامهم بواجبهم الذي كلفهم الله به؟.
ليس الجواب على ذلك بعسير، وإنما العسير الذي يجب أن تتضافر عليه الجهود، وتحشد له القوى هو تطبيق هذا الجواب بصورة عملية.
إنه لا نهوض لهذه الأمة من كبوتها، ولا قيام لها برسالتها إلا إذا صلحت أولا في نفسها، وصلاحها يتوقف على أمرين:
أولهما: أن يؤمن أبناؤها عن بينة وبصيرة بأن هذا الدين هو سر عظمتهم، ومبدأ سيادتهم وعزتهم وأنهم على حسب ما ينحرفون عن تعاليمه ومبادئه يصابون في بلادهم وأنفسهم وسائر أحوالهم بالضراء وألوان الشقاء.
وثانيهما: أن ينسوا أحقادهم وميراث عداوتهم الذي أورثتهم أياه عوامل الضعف، وعهود الذلة والخوف وتسلط الأعداء، فيعودوا كما تركهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمة واحدة عزيزة كريمة تشعر بعزتها وكرامتها، ولا غرض لها إلا إعلاء كلمة الله، ونشر دينه والدفاع عن الحق حيثما وجدت لذلك سبيلا.
* * *
إن المسلمين إذا آمنوا حق الإيمان بالأمر الأول استقر في قلوبهم حب دينهم، وحرصوا على أن يسلكوا سبيله في حياتهم، وأن يسيروا على خطته ومنهاجه السديد في كل شئونهم فان الإيمان بشيء ما، هو أساس حبه وتوجه الرغبة إليه، والحب الصادق يملك لعي صاحبه جوارحه وأعماله كما يملك قلبه وعواطفه.
والسبيل إلى غرس هذا الإيمان في قلوب المسلمين هوان يتعاون أهل العلم والرأي في كل شعب على تعليم المسلمين دينهم تعليما صحيحا، وأن يظهروهم على ما في هذا الدين من محاسن، ويقنعوهم بما يكفله لأهله من سعادة وقوة، وينفوا عنه ما أدخل عليه من خرافات وأوهام كان الركون إليها سبب ضعفهم واستكانتهم.