/ صفحة 120 /
وتعويدهم البر والإحسان، وإصلاح نفوسهم وتكريمها بإشعارها أنها ليست نفوساً آخذة منتفعة دائماً، وإنما هي أيضاً نفوس معطية باذلة نافعة.
وكما جاءت الموازنة في هذه الآيات بين الربا الذي هو استغلال حاجة المحتاج لزيادة المال والثراء، والإنفاق في حالتي الرخاء والنضيق الذي هو دليل صلاح النفوس، وتمكن التقوى والإيمان منها؛ جاءت الموازنة بين الربا والصدقات في سورة البقرة في عدة آيات، إذ يقول الله تعالى في بيان فضل الصدقة، وحث الناس عليها:
(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
(ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير).
(وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه).
(إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون بصير).
(وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون).
(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وإذ يقول في وخامة عاقبة الربا وتنفير الناس منه:
(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم إلى يتخطبه الشيطان من المس).
(يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم).
(يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم فتفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تَظلمون