/ صفحة 109 /
ولما كانت (رسالة الإسلام) مجلة للخاصة، وهي وقراؤها أحرص على مستواها العلمي الرفيع من أن تشتغل بالفروع الفقهية المذهبية، وبالفتاوي في أحوال المواريث والنكاح والوقف، وما إلى ذلك مما تعود كثير من المجلات أن يشتغل به، فإننا نعتذر أيضاً عن عدم قبولنا لهذا النوع الثاني.
وحسبنا أن نمد قراءنا بما نراه موجهاً لقلوبهم وأفكارهم، مبرزاً مزايا الإسلام وما يكفله للناس من سعادة وقرار، وبالله التوفيق.
* * *
تقرير عن العلويين في جبال اللاذقبة (1)
في قلب البقعة الإسلامية طائفة كبيرة العدد، انكمشت على نفسها، وانقطع أتصالها بغيرها، وانعدم تداول مؤلفات عنها في العالم الإسلامي، فهيأت السبل لكثير من الأقاويل، فهناك من يشك في إسلامها، ومن يدعي سلامة عقيدتها، ومن يقول أنها فئة من الغلاة، ومن الباحثين من يثبت أنها تتبع في الأحكام أحد المذاهب الإسلامية المعروفة، ومن يفرق بين عقائد خاصتهم ومثقفيهم وعقائد عامتهم، ومن يرى البون شاسعاً بين ما كانوا عليه في الماضي وما هم عليه الآن.
أحصاهم صاحب كتاب: (العلويون من هم وأين هم) الأستاذ منير الشريف الدمشقي بمحافظة اللاذقية بـ (467624) ولا يقل عدد المقيمين منهم في بعض المحافظات السورية وفي لبنان وقالي قلا كليكيا التابعة لتركيا عن مائة ألف أو يزيدون.
ويقول الأستاذ عبد اللطيف يؤنس من أدبا العلويين في كتابه (تاريخ الثورة العلوية): ومعظم العلويين يحتشدون في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوباً إلى طوروس شمالا، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحمادة ودمشق وحلب وحوران وكليكيا ولواء الأسكندرون ويوجد في المهاجر الأمريكية أكثر من ربع مليون علوي، فضلا عن الموجود منهم في لبنان والعراق وفلسطين، ويبلغ عدد العلويين نحو مليون وأكثر من بين مقيم ومغترب، وموزع هنا وهناك. [عن نفس التقرير]