/ صفحة 110 /
وهكذا تختلف الآراء في شأنها اختلافاً بيناً يصعب معه الحكم في أمرها، ولا شض أن السياسة لعبت دورها في هذه المأساة، ولا يبعد أن تعاود الكرة ما دامت القطيعة موجودة، وبذور الفتنة صالحة للاستنبات.
شُغلنا كثيراً عن هذه الطائفة، فكاتبنا من لهم بها صلة، وكان أوفي تقرير تسلمناه عن ماضيها وحاضرها هو تقرير فضيلة العلامة الشيخ سليمان ظاهر عضو جماعة التقريب بالمراسلة بلبنان، وهو رجل له قدرة ومكانته العلمية.
وقد تضمن هذا التقرير بحوثاً مقيدة عن أصل هذه الطائفة نشأتها، وما كتبه العلماء الأقدمون والمستشرقون في ذلك، وعن مساكنها قديماً وحديثاً، وأنسلبها ونفوس أبنائها ودرجة ثقافتهم، وعن عشائرها وما كتب عنها، ومؤلفاتها وصلاتها بغيرها، وجهادها مع المستعمرين، وغير ذلك مما ينبغي العلم به، والإفادة منه.
وقد حولت (دار التقريب) هذا التقرير الجامع إلى (اللجنة الثقافية) للدار، كي تدرسه وتتبع ما جاء فيه من المعلومات القيمة، والفوائد العظيمة، تمهيداً لعرضه على الجماعة، والنظر في الأسلوب الذي تراه كفيلا بالانتفاع به، والإفادة مما جاء فيه.
واننا لنعجل بشكرنا إلى فضيلة الأستاذ الجليل كاتب التقرير، ونسأل الله أن يحفظه ويديم توفيقه إلى خدمة الإسلام والمسلمين.
وبهذه المناسبة ندعو جميع إخواننا من علماء الطوائف المختلفة أن يعنوا بهذا الجانب الذي عنى به فضيلته، فيكتبوا عن طوائفهم وشعوبهم وأفكارهم التي تفيد دعوة التقريب، فلعلنا إذا اجتمع لدينا من ذلك قدر صالح أن ننشره عدداً كاملا من (رسالة الإسلام) خاصاً بهذا الشأن ككتاب يحفظ ويرجع إليه علماء كل طائفة حين يريدون معرفة شيء عن إخوانهم، بل لعلنا ننشر من ذلك عدة أعداد إن شاء الله تعالى. والله المستعان وهو ولينا ونعم النصير.