/ صفحة 108 /
الاهتمام، وقد حول كتاب الأستاذ الفاضل إلى اللجنة التحضيرية لدار التقريب تمهيداً لعرضه على مجلس الجماعة في أول فرصة إن شاء الله تعالى.
أما ما طلبه من القانون والنشرات فسنبعث به إليه شاكرين.
(*)
اقتراح لا نرى قبوله:
يطلب منا كثير من القراء أن نجعل في (رسالة الإسلام) بابا لأسئلتهم وما يبعثون به إلينا من استفتاءات دينية أو فقهية أو كلامية، ويقولون إن المجلات العلمية ـ ورسالة الإسلام في مقدمتها ـ يجب أن تعني بهذه الناحية، فإن كثيراً من الناس تعترضهم مسائل يودون توضيحها وحل مشكلاتها، وقد كثرت في هذا العصر عناية الناظرين في العلوم العقلية والدينية باستقصاء بعض المسائل، وإزالة بعض الشكوك، وما إلى ذلك مما يرون أن الفائدة في بيانه وتجليته كبيرة، وأنه يجذب القراء إلى المجلات الدينية، ويجببهم في بحوثها.
ونقول لحضراتهم: إن هذا الموضوع قد فكر فيه من قبل، وعنيت هيئة التحرير بتتبع ما يرد إلى المجلة من الأسئلة والاستفتاءات حتى تقدر أمرها، وتعرف الطابع الذي يغلب عليها، فوجدت أن عدداً كبيراً منها يرجع إلى مسائل جدلية، أو بحوث ليس في موضوعها أدلة قاطعة تستريح إليها النفس، وإنما هي مستندة إلى أقوال أو روايات ضعيفة أولا أساس لها، وأحياناً تستند لاي روايات تقول بصحتها طائفة دون طائفة، كما وجدت أن عدداً منها إنّما هو استفتاء عن مسائل فقهية من السهل الوصول إلى أحكامها من الكتب.
ولما كان من أهم ما تحرص عليه جماعة التقريب ألا تثير خلافيات، أو تشغل الناس بجدليات، بل أن تعمل عي إسدال ثوب النسيان عي كثير من الخلافات والجدليات الموروثة، فإنها لا يسعها أن تشغل قراءها بالنوع الأول من هذه الأسئلة، وترى من حقهم عليها أن تنصحهم بالإغضاء عنها، والاشتغال بما يفيد من العلم والعمل.