/ صفحه 85/
وليث شعري على من تقع مسئولية هذا الانحلال والتفكك والتفرق؟ على أولي الأمر المعنيين في قوله لعالي: "و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول، وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" على قاإه الرأي والفكر في بلاد الممسلمين، من العلماء وذوي الرأي واخبرة والقدرة على توجيه الناس، على هؤلاء الذين سمحوا ـ فيما مضي ـ لذوي الاهواء أن يفرقوا جمع المسلمين، ويمزقوا وحدتهم، تحت ستار "المذهبية أو الوطنية" عليهم تبعة ما بعانيه المسلمون اليوم من ضروب البلاء.
وعلى هؤلاء القادة ـ في عصرنا هذا ـ جمع شتات المسلمين تحت راية القرآن، والعمل على إعادة بناء الوحدة الإسلامية من جديد، بناءً يرجع إلى المسلمين (اليوم) وصفهم بأنهم (أمة إسلامية) لها كيانها ومميزاتها وشخصيتها المكلفة المسئولة، والطريق ذلك ـ في نظري ـ هو إشعار المسلم بأنه أخ المسلم، لا يطلمه ولا يحدله، وان منزلته من أخيه كمنزلة اللبنة من اللبنه في (جدار واحد) تشد إحداهما الأخرى فيثبت الجدار ويقوي، ومنزلة الشعوب الدسلامية بعضها من بعض كمنزلة (الجدار) في البناء الواحد يشد بعضها بعضا، فيتركز البناء ويشمخ، ولا سبيل إلى قيام البناء وعظمتة مالم تتعاون دعائمه جميعها، في القيام بمها مها، على ذلك الفسق الرائع، الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "مثل المسلمين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكي منه عصو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي" هذا الجسد هو الأمة، وأعضاء الجسد: هم المسلمون، شعوبهم وأفرادهم، وهذه هي (الأمة الإسلامية).
يا قدة الر،ي والفكر، وذوي الاتباع في بلاد المسلمين، أنتم أولو الأمر تلسئولون عن أمتكم وعزتها أمام الله وضمائركم، وعليكم تبعة الحافظ على الدين ووحدته، والأمة وشخصيتها، والنظر فيما يحقق لأمة سعادتها وسيادتها وعزتها (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) وليست هذه المسئولية قاصرة على زمانكم، بل أنتم مسئولون عن الأجيال المقبلة، فانظروا. هل تورثونها تركة مثقلة بالتفرق