/ صفحه 7/
وأعود بعد ذلك إلى المجلة فأذكر أننا كنا وعدنا قراءنا العام الأول بأن نأخذ في الأعوام المقبلة أهبتنا، ونعد عدتنا، لإصدارها أكثر من أربع مرات في العالم تدريجيا حتى تصل أعدادها إلى عشرة، وقد تلقينا بعد هذه العدة كتبا، وأشير علينا بآراء، فمن القراء من راقته هذه الخطة وكتب إلينا مبديا رغبته في الإسراع بتحقيقها، راجيا أن يكون ذلك سبيلا إلى بث الفكرة الدينية الإصلاحية في محيط العالم الإسلامي سريعا، وربط قلوب القراء بعضهم ببعض بأسباب متصلة متقاربة، فإن بُعد ما بين العددين قد يُنسى بعض القارئين فلا تتيسر لهم المتابعة والمواصلة، ومنهم من عدل في النهج بعض التعديل، فأشار بستة أعداد، فلا أربعة ولا عشرة، ومنهم من أشار ببقاء المجلة على هذه الأعداد فلا تصدر إلا أربع مرات في العام، مزكيا ذلك بأن مجلات المجامع العلمية، هي أشبه بالكتب الدورية منها بالصحف الأخبارية، ومن شأن الكتب والمجلات الشبيهة بها أن تغنى بالدراسات الموضوعية، وأن يمكن كتابها ومؤلفوها من فترات صالحة للنظر والدرس، وقد عهدنا كثيرا من الجمعيات العلمية أو الاجتماعية، وهي تصدر في العام مرة أو مرتين وأبعد ما تصل إليه أن تكون "ربعية" كرسالة الإسلام، وإن في ذلك أيضاً لتمكينا للقراء - على بعد المواصل، واختلاف الألسنة، وتباين المناهج الفكرية - من التأمل والاستيعاب والرد والمراجعة والترجمة والنشر.
وإننا لنشكر أصدقاءنا وقراءنا على هذه التوجيهات الراشدة. ونغتبط بما تحمله كلها من روح العناية والرضي، ونعلن أن "رسالة الإسلام" ستبقى هذا العام إن شاء الله كما كانت في العام الماضي "ربعية" تصدر عددا على رأس كل ثلاثة أشهر، حتى تتركز في محيط أهل العلم والرأي، ويتبين أن المصلحة تقضى بغير ذلك دون إعنات ولا إرهاق، والله المستعان؟
محمد محمر الحراني رئيس تحرير